ربَّ ليل مسكيِّ ثوب الظَّلام ... بات يحكي هلاله قوس رامي

والثُّريَّا كأنَّه غرض قد ... لاح فيه آثار وقع السِّهام

وقال يصف الرمح: [من المتقارب]

وأسمر أزرق طرف السِّنان ... كما أتَّقدت شغلة في دخان

/153 ب/ على رأسه لهذم كالقضاء ... في أكعب كصروف الزَّمان

يودُّ الدُّجى مذ حكى لونه ... بأن لو حكى عطفه في اللِّيان

فمنه تغار ومن خرصه ... نجوم الدُّجى وقدود الحسان

فلم تدر إن واجهته الصَّبا ... أرمح تأوَّد أم غصن بان

يضمُّ العزيز عليه يداً ... معوَّدة للندى والطِّعان

فيوم لحطم صدر القنا ... ويوم للثم ثغور القناني

وله يصف المشمش: [من الوافر]

كأنَّ المشمش المصفرَّ يبدو ... مع المخضرِّ منه للعيون

كرات زمرُّد خرطت وتبر ... لترشفها صوالجة الغصون

وقال في صحن حلاوة وكعك وكليجا وخشكنان، جاءه هدية من بعض الكبراء: [من الخفيف]

وصلتني هديَّة منك لا ينـ ... هض فكري بشكرها ولساني

طبقًا قد بعثت يا بدر لي أم .... أفقًا قد حوى نجوم قران

/154 أ/ شمس جام الحلوى تغير بأقما ... ر الكليجا أهلَّة الخشكنان

وقال يصف فرسا شد عليه أسود: [من الطويل]

وأشهب طرف أشبه الطَّرف سرعةً ... فأحسن شيء قابل المرء مرآه

أطاف به من حام أسود سائس ... فخلنا الدُّجى أمَّ النَّهار ليغشاه

فألجم نجمًا أوضحًا بهلاله ... وأسرج برقًا أو صبًا بثريَّاه

وله يصف مجلسًا: [من الطويل]

وقفت على ربع الجمال وقد خلا ... ويا قلَّما يغني وقوفي بمغناه

وعهدي بنا كالعقد وهو فريده .. ومجلسه ونجن ثريَّاه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015