ثملت بكأس عقارها أزهارها ... حتَّى أغتدى حيرانها ريحانها

ولثن جلا آثارها آدارها ... فلقد حوى إحسانها نيسانها

والشمس بالحمل المنير تزينَّت ... لمَّا رأت ما زانها ميزانها

/230 أ/ وكواعب سلت صوارم لحظها ... فكأنَّما أجفانها أجفانها

ولقد تلألأً درُّها بنحورها ... وزها بجيد قيانها عقيانها

فتكت بالباب الكماة فسيفها ... من طرفها وسنانها وسنانها

لم تبق شخصاً بالبسيطة سالماً ... إلاَّ سبى إنسانها إنسانها

خود نفور نافرت أقراطها ... رحلت بها خلانها خلانها

فاشرب بأرضٍ غازلتها مزنة ... فكأنَّما هتَّانها فتانها

فتعاشقت وتعانقت أفنانها ... وتصافحت وتناوحت أغصانها

تصاخبت وتجاوبت أطيارها ... وتداولت وتبادلت ألحانها

وتنسَّمت وتبسَّمت أيامها ... وتهلَّلت ووتكلَّلت أزمانها

بمديرها ومنيرها ومجيرها ... ومعيوها حسناً جلاه عيانها

بحكيمها وعميمتا وكريمها ... وزعيمها عقدت له تيجانها

دوح المنى عذب الجنى عالي السَّنى .. سحب الغنى يروى بها ظمانها

فتجدَّدت ببهائه أيَّامها ... وتوطَّدت بعلائه أركانها

جادت يداه حيا نداه على النفر س وما أنجلى حتى أنجلى حرما نها

/230 ب/ ليث الشرى غيث الورى نجم السُّرى ... نار القرى تعشو لها ضيفانها

فجماله أعماله ونواله ... أمواله سؤاله خزَّانها

شهم غدا هدى الهدى إن أوقدا ... نار النَّدى قلب العدا قربانها

بجنابه نشر الهدى راياته ... فحكى قلوب عداته خفقانها

عزم سما، باري السّماء ماضي الشَّبا ... مهما الظُّبا ليس الدُّمى غربانها

يا كاملاً بل فاضلاً يا فاعلاً ... ما قصَّرت عن فعلة أعيانها

أنعم بعيد بل سعيد في مزيـ .... ـــــــد من أيادد أينعت أفنانها

لك في المآثر دولةً بل صولة ... بل جولة حاًز المدى فرسانها

طور بواسطة نورين ميديا © 2015