وأنشدني، قال: أنشدني الحريري لنفسه في التاريخ المقدّم ذكره: [من الطويل]

أما أنَّة لولا مححَّبة الخدر ... لما فضحت أيدي المدامع من سرِّي

وليل طرقت الحيَّ في بردة الدُّجى ... منمنم برد الأفق بالأنجم الزُّهر

سريت إليها حين هوَّم قومها ... كمثل حباب إستدار على خمر

تحيط بها بيض الصوارم والقنا ... وأسد من الأبطال دامية الظفر

وثغر المنايا باسم عن أسنَّة ... ويسفر عن خدٍّ من السَّيف محمرِّ

وقد برزت في حلة ذهبيَّة ... كما اشتبكت زهر النُّجوم على البدر

جنيت بها في جنَّة الحسن زهرهاً ... بمخصبة الأرداف مجدبة الخصر

لثمت بها هيفاء ريميَّة الطُّلي ... مداميَّة الألمى حبابيَّة الثَّغر

ثم قال أبو البركات: هذا منقول من قول المعتمد محمد بن عبّاد – ملك الأندلس -: [من الطويل]

/228 ب/ وكم ليلهٍ قد بتُّ انعم جنحها ... بمخصبة الأرداف طيَّبة النَّشر

عاد شعر الطليطلي:

وبنتا يفرش الوصل ليلاً وفوقنا ... لحاف فراش مزَّقته يد الهجر

وقد لاح وجه الصُّبح حسناً كأنَّه ... بشاشة وجه الملك ذي النَّائل الغمر

تبسَّم للقصَّاد جوداً وكفُّه ... تبسَّم فيها النَّصل عن مبسم الثَّغر

وللسف في يمناه لمح كأنَّه ... شهاب بها ينقضُّ أو قدر يجري

بحدَّيه أثار النَّجيع كأنَّها ... شقائق نعمانٍ على ضفَّتي نهر

مليك يلوذ الملك منه بأصيد ... صقيل فرند الحمد والعرض والبشر

عليه يمين أن تجود يمينه ... يبذل اليد العذراء والفتكة البكر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015