نقل هذا السب من خط تلميذ أبية، أبي الدُّر ياقوت بن عبد الله الكاتب الموصليّ - رحمة الله تعالى -
أبو زكريا بن أبي محمد النحويُّ، المعروف والده بابن الدَّهَّان.
كانت ولادة يحيى قبل موت أبية بثمانية أيام. وكان موت أبية /221 ب/ يوم الأحد غرَّة شوال من سنة تسع وستين وخمسمائة بالموصل.
وكانت وفاة يحيى هذا - بها أيضاً – في سنة ست عشرة وستمائة، ودفن على أبيه بمقبرة المعافى بن عمران الزاهد – رضي الله عنه – ونشأ وأحبَّ الاشتغال بالعلم والأدب، ولم يزل راغباَ في تحصيله، مائلاً إليه بكلَّيته
وصحب الشيخ أبا المحرم مكيّ بن رياّن الماكسي النحوي تلميذ والده، ولازمة إلى أن توفي ودرس عليه أدباً كثيراً، واستفاد منه علماً وافراً؛ نحواً وعربية وعروضاً ولغةً وأشعاراً قديمة حتى تميَّز وبرع في ذلك على أقرانه. وكان يرجع إلى جودة فهم وذكاء وفطنة، ونسخ بحطّه كتباً كثيرة أدبية.
وكان فقيراً مملقاً متعذراً عليه القوت، واتصل بالأتابك عزّ الدين أبي الفتح مسعود بن أرسلان شاه بن سعود بن مودود - رحمة الله تعالي - صاحب الموصل، وولاّء التقدمّ في الرباط، وصار شيخ الشيوخ به، وحظي لديه، واكتسب منه رزقاً صالحاً، وولاّه بدر الدير أبو الفضائل لؤلؤ بن عبد الله خازناً /222 أ/ لخزانة كتب المدرسة التي أنشأها على دجلة، وألَّف عدة مجاميع باسم الملك القاهر عز الدين مسعود بن أرسلان شاء تحتوي على أشعار رقيقة غزليّة. وكان الناس يتجنبونه لما يرون في من المتكُّبر والتيه وشراسة الخلق والفظاظة. وكان مع ذلًك شاعراً سهل الشعر، صاحب قصائد ومقطعات.
أنشدني الصاحب الوزير أبو البركات المستوفي الإربليَّ بها - رضي الله عنه - قال: أنشدني أبو زكريا يحيى بن سعيد بن المبارك النحوي ابن الدّهان لنفسه:
[من الطويل]
وقائلة أصبحت في النَّاس شاعراً ... وقد كان يخلو من أماثلك العصر