مبدّد ما جناه الباس من نعم ... وجامع ما حواه النّاس من كرم

وأنشدني أيضا لنفسه يمدح: [من الرجز]

دع المعنّى واله عن عنائه ... فحسبه معذّبا بدائه

/101 ب/ وخلّ عن عذل محبّ هائم ... لا تسعد البين على بلائه

أصبح من فرط جواه والأسى ... يعدّ كأس الموت من شقائه

رقّ له شامته وربما ... لان له الجلمد من بكائه

بكى زمانا مرّ من دموعه ... وعاد يبكي اليوم من دمائه

باح بما كان يجنّ من جوى ... وأظهر المكتوم من خفائه

لحبّ طبي أغيد جبينه ... يكسف نور الشمس في ضيائه

كأنه بين الأنام كوكب ... يسحب ذيل اللّيل من ورائه

فهل رأيتم بشرا من قبله ... يطلع بدر التمّ من قبائه

ومنها في المديح:

سلّم إلى الله لتضحى سالما ... فلا مفرّ اليوم من قضائه

ثمّ إلى عليّ الملك الّذي ... قد أصبح العالم في نعمائه

ذي الجود سيف الدّين والدّنيا ومن ... لا يهتدي النجم إلى اهتدائه

ومنها يقول:

ورتبة على الورى سامية ... قد فاقت العيّوق في سمائه

/102 أ/ زرّ على الأرضين جيبيه وقد ... جللها الفاضل من ردائه

ومنها قوله:

من ذا الّذي يدرك عدّ فضله ... وبعض ما سطر من آلائه

أو جمع ما يعرف من بأسه ... والدهر قد يعجز عن إحصائه

دعوه لهيجاء فهو كفؤها ... ولستم والله من أكفائه

جلّ عن المدح فكلّ مادح ... إخاله يطنب في هجائه

جمّع شمل الجود من شتيته ... وضمّ ما فرّق من أجزائه

وأنشدني لنفسه: [من الطويل]

طور بواسطة نورين ميديا © 2015