شوقا إليكم لو تحمل بعضه ... رضوى لأهوى صلده وتقوّضا

بنتم فكم في عبرتي من عبرة ... لمتيّم يقضي ونحبا ما قضى

ونسيتم لمدّله من بعدكم ... وله براه جوى تذكّر ما مضى

صبّ يرى [أنّ] الوداد على النّوى ... فرضا فكيف يسرّكم أن يرفضا

وحياتكم إنّي أرى هجرانكم ... عين الرّضا إذا كان عندكم رضا

لا كان حادي العيس كدّر صافيا .. وأمرّ حلو العيش ساعة قوّضا

وأنشدني لنفسه: [من السريع]

يهني اشتياقا كلّ عن وصفه ... كلّ لسان ناطق بالصّواب

مثن على فضلك يا خير من ... قد ولي الحكم وفصل الخطاب

وأشعاره كثيرة, وفيما كتبنا منها فيه مقنع وغنى

[879]

هاشم بن يحيى بن سالم بن يوسف بن كامل بن نصّار, أبو المفاخر بن أبي الفضل التنوخي.

من أهل حلب, وممّن يقول الشعر بها ويمدح. وكان من الشيعة المغالين في المذهب.

أخبرني أنه ولد تقديرا في سنة اثنين وسبعين وخسمائة بحلب, وتوفي بها ليلة يوم الثلاثاء الثاني عشر من جمادى الأولى سنة اثنين وأربعين وستمائة, ودفن بمشهد الدكة غربي المدينة.

وكانت له نعمة حسنة, وحال جيدة, ورزق صالح. وكن مع ذلك يسترفد وينتجع بأشعاره, ولم يكن شعره بذاك إلا [أنّ] معظمه نازل ركيك, خال من المعاني والعيون, وهو يشتمل على مدائح وغيرها, ويدخل في مجلدين.

لقيته في حلب يوم الإثنين الخامس جمادى الأولى سنة أربع وثلاثين وستمائة. واستنشدته فأنشدني لنفسه يمدح الأمير بدر الدين أبا الفضائل لؤلؤ بن عبد الله صاحب الموصل: [من الكامل]

طور بواسطة نورين ميديا © 2015