جوابها على رويها ووزنها بهذه الأبيات: [من الطويل]

رويدك ما ساد الكرام أولو النّهى ... بهجو ولا سبّ الرّجال يليق

ولا أنا ممّن يجهل النّاس حالتي ... ولا أنا ممّن لا يقال صديق

تعرّضت بي فاعدد لعرضك سترة ... من الصّمت واحذر أن تلوح بروق

وقدّرت أنّي جاهل بك تغتدي ... وعرضك من لدغ الهجاء طليق

وأوهمت أنّ النّاس غرّ وجاهل ... بما أنت فيه ما عليك طريق

/96 أ/ ولم تدري أنّي حيّة لك كلما ... تعرّض واش أو يقول صديق

متى اعتلقت كفي بودّك ساعة ... من الدّهر أولى منك قطّ وثوق

متى علمت منك المصافاة لا مرئ ... يودّك إلا غدرة وعقوق

وكم غرّ من صافاك لمع سرابه ... وكم من سراب غرّ منه بريق

إذا استوت الأقدام فالحكم باطل ... ولا شكّ أنّ الحقّ منك زهوق

[878]

هاشم بن محمد بن هاشم بن أحمد بن عبد الواحد بن هاشم, أبو طاهر بن أبي عبد الرحمن الأسديّ.

من أهل حلب وبيت الخطابة والعلم والرواية وأبناء الخطباء أبوه وجده وأعمامه. كلّ كان خطيبا يخطب على منبر حلب.

وأبو طاهر هذا شاب جميل كيس أحمر اللون طويل من الرجال حافظ للقرآن العزيز, له عناية بقول الشعر, يعمل منه المقطعات. وفيه فضل حسن وأدب جيد إلا أنّه مبخوس الحظ من أبناء زمانه, ولم يزل شاكيا منه ومن صروفه عليه.

أخبرني أنّه كان مولده بحلب في العشرين من ذي الحجة سنة اثنتين وتسعين /96 ب/خمسمائة.

ومما أنشدني لنفسه: [من السريع]

يا سادة ملّكتهم مهجتي ... هل لي إلى وصلكم من وصول

وهل لأيّامي التي مذ حلت ... بكم خلت من عودة بالملول

أحبابنا لا وزمان مضى ... بوصلكم لا كنت ممّن يحول

طور بواسطة نورين ميديا © 2015