ناديت دارهم أدار ألم تزل ... ألقى بها الغزلان والاراما

يا معهد اللذات يا ملقى المنى ... كنت الشّفاء فقد رجعت سقاما

يبكي حمام الأيك طول حنينه ... ولربّ مشتاق يهيج حماما

وله أشعار كثيرة , إلا أنني لم يقع إليّ شيء منها غير [ما] أثبته.

[877]

هاشم بن عبد السلام بن يوسف بن عمرو بن مندو , أبو الفضل الإربليّ.

أخبرني أنه ولد سنة ثلاث وثمانين وخمسمائة.

وكان يكتب الطغرة لمليكها الفقير إلى الله تعالى أبي سعيد كوكبوري بن علي بن بكتين – رحمه الله – ونال عنده تمكنا ووجاهة. وكان قبل اتصاله به مملقا جدا فحين اتصل به أثرى وكثرت أمواله, وأقبلت عليه الدنيا, وصار ذا ثروة وافرة, ونعمة واسعة, ولم ينله في حال خدمته سوء, ولا وصله مكروه, على أن أبا سعيد كوكبوري بن علي كان كثير المصادرات لأرباب الولايات, ومتصرّفي الدواوين. وذلك لقوة جد هاشم وسعادته.

وكان رجلا عاميا جاهلا بكل شيء, كثير الغلط في كتبه التي كان يكتبها, قلّ أن كتب كتابا إلا ويظهر فيه لحن وغلط.

وكنت أجتمع به بإربل كثيرا, وسافر إلى بغداد حين دخلها التتار- خذلهم الله تعالى - /94 ب/في سنة أربع وثلاثين وستمائة, ثم لقيته في بغداد في سنة تسع وثلاثين وستمائة, وهو يتصرف لبعض أمرائها. وكان يزعم أنه يعمل الشعر.

أنشدني لنفسه بإربل ما كتبه إلى الوزير جلال الدين أبي الحسن علي بن شماس الإربليّ – رحمه الله – (1): [من البسيط]

شوقا وإن دنت الأحباب والدار ... وأضلع حشوها همّ وأفكار

طور بواسطة نورين ميديا © 2015