يا بني صقر شرفتم أنفسًا ... فهي عن كلِّ دنيِّ القدر تعزف
قسمًا إنِّي بكم ذو كلف ... لست في ودِّي لكم بالمتكلِّف
وإذا ما غبت عنكم لم تكن ... جفوةٌ لكنَّني عنكم مخفِّف
ولقد جئتكم معتذرًا ... واعتقادي أن نجم الدِّين منصف
لم أخل وهو صفِّيي أنَّه ... يتوخَّى الظلم في أمري ويعسف
/209 أ/ وعفيف الدِّين أولاكم بأن ... يتحامى القصد في عتبي ويسرف
قال في مدح فراخي إنِّها ... تشبه الوزَّ إذا ما كان مخلف
وإلى السَّيِّد تهدى وهو بالـ ... ـــــــفضل منها لعفيف الدِّين متحف
إن يكن عتبكم لي ديدنًا ... فبما أجنيه من جرم وأسلف
يا أبا طالب صفحًا عن أخ ... ماله عن حبًّكم ما عاش مصرف
وستأتيك فراخي عاجلًا ... منجز الوعد بها غير مسوِّف
ثمَّ إنِّي أسأل الله الذي ... هو بالقدرة فينا متصرِّف
أن نرى يا مالكي جهة ... أنت فيها العدل والمملوك مشرف
[838]
محمد بن عليِّ بن المسلّم بن محمد بن الحسين بن مراجل أبو عبد الله الكندي.
من أهل حماة ومن بيت مشهور بها.
شيخ أشقر أزرق العينين، يتصرّف في الأعمال.
أخبرني أنه ولد ضحوة نهار يوم الأحد ثالث شوال سنة ثمان وسبعين وخمسمائة. لم يكن عنده يقّوم به لسانه من علم النحو، ويلحن إذا أنشد، وله طبع يطاوعه في قول الشعر.
أنشدني بحلب لنفسه في أوائل محرم سنة خمسين وستمائة، ما/209 ب/ كتبه إلى السُّلطان الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن محمد بن غازي بن يوسف- خلّد الله ملكه-: [من الوافر]
أيا ملكًا ترنِّحه القوافي ... ويطربه من الشِّعر النسيب