وقال: شاب أسمر، قدم إربل في شوال سنة إحدى وعشرين وستمائة؛ وذكر لي أنَّه سمع الحديث بأخرة
وأنشدني لنفسه في المعمّى: [من المقتضب]
تيَّم القلب شادنٌ ... محنتي فيه زائده
قلت: صلني، فقال لي: ... ضدُّ عكس أبن زائده
قال: وأنشدني أيضًا لنفسه: ما كتبه إلى: [من الوافر]
عسأ عيسى عليَّ ومال عنِّي ... وما طلني بترك وهو يسني
ومالي بعد هذا اليوم مكثٌ ... بإربل والسَّلام عليك منِّي
[831]
محمد بن عليِّ بن أحمد بن محمد أبو عبد التميميُّ الشَّقَّانيُّ.
من أهل حلب.
حدثني الصاحب الوزير أبو البركات المستوفي- رحمة الله تعالى- وقال: إمام عالم مشهور، يغشى الأكابر، ويميل إلى القول بعلوم الأوائل، أغري بالكيمياء، /198 ب/ وأنفق عليه جميع ما حصل له، ولم يصل منه إلى طائل، عنده فضل وأدب وشعر. اجتمع بعلماء الموصل، وطلب أن يناظر من بها من أهل النحو، فاجتمعوا في حضرة الأتابك أبي الحارث أرسلان شاه بن مسعود صاحبها- رحمة الله- فلم يكن عنده ما يثبت دعواه. رأيته ولم آخذ عنه لكونه منسوبًا إلى قلّة الدين ... هذا آخر كلامه.
وأخبرني الصاحب الإمام أبو القاسم عمر بن أحمد بن هبة الله الفقيه الحنفي المدرس بحلب- أيده الله تعالى- قال: القاضي أبو عبد الله الشاقاني كان فاضلًا عارفًا بالفقه واللغة والنحو، وغير ذلك من العلوم، وسمع الحديث. وكانت ولادته بحلب