ما خانهم كلفي القديم ولا وفى ... صبري ولم تتعدَّهم أمنيَّتي
إن شئت تعرف صنعة الحبِّ الَّتي ... صحَّت به حالي وحالت صحًّتي
فانظر لأحمد أدمعي ولأصفر ... من وجنتي ولأبيض في لمَّتي
واعلم علوم الوجد من حالي وخًذ ... خبر الغرام وأهله من سيرتي
فيقلُّ إن نسبوا إلىَّ كثِّير [اً] ... وتذُّل عَّزة أن تقاس بعزَّتي
[828]
محمد بن عبد الوهّاب بن أحمد بن عربيٍّ، أبو عبد الله الأديب النحويُّ.
من أهل دمشق.
كان عارفًا بالعربية ولآداب، شاعرًا له أشعار مستجادة في الحكم والمواعظ وغيرها من هذه الفنون.
أنشدني أبو عبد الله محمد بن يوسف بن محمد /197 أ/ البرزالي الأشبيلي بحلب – رحمة الله تعالى- من لفظه، قال: أنشدني الأديب أبو عبد الله محمد بن عبد الوهاب لنفسه: [من الكامل]
اخفض جناحك للزمان إذا سطا ... واقعد له في البؤس عند قيامه
وإذا سقاك الدَّهر كاسًا مرَّةٌ ... فاصبر على الضَّراَّء من أحكامه
بينا يكون المرء فيه محيَّرًا ... يشكو الَّذي يلقاه من آلامه
إذ جاءه فرج الإله معجَّلًا ... فأراه ما يرجوه من أيَّامه
وأنشدني، قال: أنشدني محمد بن عبد الوهاب الدمشقي قوله: [من البسيط]
لا تندمنَّ على أمر أردت به ... نجاح مسعاك إنَّ الأمر مقدور
ولا تلومنَّ في تأخيًره بشرًا ... فالأمر لله والإنسان مأمور
وأنشدني، قال: أنشدني أبو عبد الله من شعره: [من البسيط]
على أبن آدم أن يسعى لراحته ... وما عليه بأن يجري به القدر
كم من فتًى لم ينم ما نال مطلبه ... نائمٍ نال ما يرجو وينتظر