لقد جدت لي منه بما رحت مالكًا ... به رقَّ شكري في دنوٍّ وفي بعد
/166 أ/ فوالله ما أحرزته عن ضرورة ... إليك ولا عن فاقه لي إلى الرِّفد
ولست بنكس آنست عين دهره ... له قطُّ في خوض المطامع من وردِّ
ولا شاعر يهدي مديحًا فيجتني ... له ثمراً عند الكرام سوى الودِّ
ولكنَّني أجللت برَّك ليتني ... أكدِّر ما أصفيت له منه بالرَّد
وحاولت أن تضحي بحسن قبوله ... لديك لي الآمال محكمة العقد
فأحرزته إحراز حر ثناؤه ... عليك جزاء الله خيراً ثنا عبد
ولو أنَّه من عند غيرك جاءني ... وكان عديد الرَّمل والمرو من لحد
لما وأبيك الخير همت بأخذه ... يميني ولو همت لفارقها زندي
زكنت أرى ذياك لؤم سجيَّة ... تأنَّقها منِّي أخو خلق وغد
وأيسر من حملي لغيرك منَّهً ... وإن سهلت حملي لثهلان أو أحد
وأحسن ما قد قيل في مثل هذا الصـ ... صنيعة من نثر يروق ومن نضد
ثلاثة أبيات بخفض نحورها ... عفت أربع الحلاَّت للأربع الملد
(وما كنت ذا فقر إلى صلب ماله ... وما كان حفصٌ بالفقير إلى حمدي)
(ولكن رأى شكري قلادة سؤدد ... فصاغ لها سلكًا بهَّيًا من الرِّفد)
(فما فاتني ما عنده من حبائًه ... ولا فاته من فاته من فاخر الشِّعر ما عندي)
/166 ب/ الثلاثة الأبيات الأخيرة لأبي تمام.
وأنشدني لنفسه، وكان قد تصاحب هو ورجل علوي في بلاد خوزستان، فرأى منه ما يكره. وكان من جانب مجد الدين ابن البوقي- رحمة الله- ثم انفصل مجد الدين، وتولى بعده ظهير الدين الحسن بن عبد الله، فانفصل هو والعلوي عن العمل الذي كانا به، وطلب دستورًا ليعود إلى أهله، فلم يمكنه ظهير الدين، وكثر مقامه عنده، ثم أشار إليه أن يخدمه في موضع يعرف بمعاملة القروج، وكان عاملها قاضي الحويزة، وهو جعفر بن الحسن العلوي، فأبى أن يخدم بالعمل المذكور كرهًا له؛ لأنه