وأعاد ملك الأرض طوع يمينه ... والحادثات قصيرًة عن قصره
وجزاه خير جزائه فلقد سمت ... نعماه عن نظم الثَّناء ونثره
/132/ب.
/133 أ/.
[799]
محمَّد بن إياس بن عبد الله، أبو عبد الله الحرَّانيُّ.
كان والده مولى هبة الله بن .... .
كان شابًا كيسًا، دمثًا حسن المعاشرة، يميل إلى الفضل والأدب، ويعاني حفظ الأشعار الرائقة، ورّبما نظم منه شيئًا. وكان حافظًا للقرآن العزيز، كثير التلاوة له، خير الطباع، ذا تودد إلى الناس، وله ثروة من الدنيا.
كان سافر البلاد تاجرًا، سافر قطعة من بلاد العجم. إلى بلاد العراق إلى الديار المصرية؛ فهجم الخوارزمية على حرّان، فأخذوا الموجود من ماله، فقلّ ما بيده، ونزل حلب فصار يضارب للناس، وساءت حاله؛ ثم مرض في أثناء ذلك ونقل إلى البيمارستان، فأقام به مدّيدة. وتوفي به في يوم الجمعة رابع عشر صفر، ودفن ظاهر المدينة، بتربة بني العجمي شمالي البلد في سنة اثنتين وأربعين وستمائة.
أنشدني لنفسه: [من البسيط]
يا ساكني مصر في قلبي لبعدكم ... نار اشتياق بفيض الدَّمع تتَّقد
ما إن ذكرت ليالينا الَّتي سلفت ... إلاَّ تبادر دمع العين يطرد
ولست أشكو فقد السَّقام بكم ... لأنَّه كان لمَّا كان لي جسد
/134 أ/ أخذه من قول أبي الطيب المتنبي: