غازي بن يوسف، صاحب حلب – رحمه الله تعالى-: [من البسيط]
حيَّت سليمى فاحيت مغرمًا دنفا ... ثمَّ استقلَّت فأفنت قلبه أسفا
وغادرته غريمًا للغرام بها ... وعوَّصته صدودًا زائدًا وجفا
ها قد وهى صبره يا ظاعنين وقد ... أمسى لنا بكم بالسُّقم ملتحفا
وانهلَّ من وابل الأجفان زاخره ... شوقًا إليكم خبايا دمعه نزفا
أحبابنا بان صبري يوم بينكم ... لهفًا على طيب عيش لي بكم سلفا
لله أيَّامنا والشَّمل مشتمل ... وحادث الدَّهر عنَّا صرفه صرفا
يا آمري الصَّبر إنِّي بعد بعدهم ... والله استعذب التعذيب والتَّلفا
ويا مكلِّفي السُّلوان حسبك بي ... يكفيك ما حلَّ بي من فقدهم وكفى
/129 أ/ وحقِّ سالف عيش مرَّ لي بهم ... ما لذَّ عيش ولا ورد الحياة صفا
يا قاتل الله يوم البين كم كبد ... ذابت وكم مدمع فيه دمًا ذرفا
دعني بوجدي على فقد الفريق وإن ... أعيى وبرَّح بي التبريح واعتسفا
يا صاح يا صاح من وجدي ومن حرقي ... وكنه حال على التحقيق ما عرفا
هذي منازل من أهوى فدع عذلي ... لا عذر إن لم أمت في رسمها شعفا
داء لقلب المعنَّى الصَّبِّ ليس له ... سوى مديح غياث الدِّين قطُّ ...
يعطي رغائب آمال إليه سرت ... غرائب الجود حتَّى يوهم السرفا
وأنشدني أيضًا لنفسه: [من الهزج]
بنفسي معرض عنَّا ... وكم من عاشق غنَّى
ولم يعطف على صبٍّ ... صبا شوقًا ولا عنَّا
أأحبابي لئن غبتم ... فقلببي لكم مغنى
فلا أبصرت أحلى منـ ... ـكم لفظًا ولا معنى
فكم يبكي معنَّا كم ... إذا ما ليله جنَّا
ويبدي فرط وجد من ... رآه قال: قد جنَّا
يناديكم بناديكم ... وإن واش وشى كنَّى
/129 ب/ ترى يجتمع الشَّمل ... بمن يهوى كما كنَّا
وأنشدني أيضَا لنفسه في غلام اسمه لؤلؤ: [من الرمل]