خانني فيهما الزمان فخالفـ ... ـت انفرادي لمَّا دها التَّفريق
/101 ب/ فذر اللوم يا عذولي على الوحـ ... ـدة قد دلَّني لها التَّوفيق
كل خل نراه لمع سراب ... يتراءى للعين منه بروق
إن يكن يرتجيك فهو مصاف ... أو تكن ترتجيه فهو مذوق
خبث الدهر فاجتنبه وأهليـ ... ـه فما عندهم لخيرٍ طريق
ومن مديحها يقول:
.. من أبي السَّعادات سعداً ... لم يشبه مدى الزَّمان حريق
ماجدٌ إن عراك خطبٌ يكن عو ... نك في كشفه وأنت ......
وجوادٌ يجري براحته بحـ ... ـر نوالٍ فيه الأنام غريق
[780]
محمد بن ياقوت بن أبي نصر بقن المقلّد بن الحارث، أبو محمدٍ.
زعم أنهم يرجعون في النسب إلى عبد القيس. وكان والده من المحرزة، أخذ أبوه وعمه وعمته نهباً، ووردوا الحلة المزيدية، بسقي الفرات، فأخذهم أبو الفضائل محمد بن خشرم ورباهم، فسمى والده ياقوتاً، وسمى عمّه لؤلؤاً، وسمّى عمته خيزراناً.
وكان مولد محمد هذا بالعامرين من أرض العراق، بعد السبعين وخمسمائة، ونشأ بإربل، واعتنى بسماع حديث /102 أ/ رسول الله صلى الله عليه وسلم فسمع كثيراً منه على المشايخ، الذين قدموا إربل.
أنشدني لنفسه: [من المتقارب]
وقالوا: مرارة هذا الغراب ... خضابٌ وهيهات رجع الشَّباب
يعود إذا رجع القارظان ... وما لهما أبداً من إياب
وأعجب ممن يحبُّ الحياة ... ومن دونها كلُّ صعبٍ وصاب
وفي عصرنا لا أرى من يلذ ... بطيب الطعام وبرد الشراب