وإن بدا ريقه في كأس ساربه ... لم يحمد الأطيبان الخمر والعسل
مهفهفٌ من بني الأتراك معتدلٌ ... لديه يختصمان الخصر والكفل
أخفى هواه ويخفى لوعتي حرقٌ ... يهيجه المزعجان اللَّوم والعذل
عندي له عقدودٍ لا انفصام له ... وعنده الأقبحان الغدر والملل
وأنشدني من شعره: [من الطويل]
ألم يكفكم ذلِّي بفقد حبيبي ... وشاهد أسقامي وفرط شحوبي
/93 أ/ إلى أن أطلتم في الملام فليتكم ... عذلتم .... القلب غير كئيب
أجيراننا ما كنت في حفظ عهدكم ... خؤوناً ولا في ذكركم غريب
نزحتم دموعي إذ نزحتم فلم أفز ... لدعوة ضرِّي بعدكم بمجيب
فهلاَّ تركتم بعد صبري ذخيرةً ... لساعة بين أو لعين رقيب
فواعجباً يشتاق قلبي لحاظكم ... وما برؤه من جرحها بقريب
ليعجب أرباب الهوى كيف يدَّني ... فؤاد مصاب من سهام مصيب
أقول وقد مالت بقلبي صبابةٌ ... تؤجِّج وجدي أو تزيد لهيب
سقى الله أرض الغائبين غمامةً ... وردَّ إلى الأوطان كل غريب
[775]
محمد بن فاخر بن شجير بن أبي الهيج، أبو عبد الله البغدادي.
شاب أشقر، أبيض اللون، مشرب بحمرة، من شباب مدينة السلام؛ فيه دماثة وطلاقة، ويترامى إلى قرض الأشعار، والتحفظ منها، ويتشبه بشعراء مصره، ويسلك نهجهم في سهولة الألفاظ، وخفّة أرواح المعاني، وتارة يسلك مذهب العرب في أقوالهم وجزالتهم.
سألته عن ولادته، فقال: ولدت في ... سنة اثنتني وتسعين وخمسمائة، واستئنشدته من شعره، فأنشدني /93 ب/ لنفسه مبدأ قصيدة: [من الطويل]