فلسيبه ولسيفه ما ينثني ... أو يقتني من أنعمٍ ومعالي
وله في الصفي بن شكر، وزير الملك العادل: [من الكامل]
لو هبَّ مسكيُّ النَّسيم عليلا ... لشفى على بعد المزار عليلا
فاستنش من نفحاته خبر الحمى ... إن كان يلقى السَّائل المسؤلا
علَّ الكحيل الطَّرف يرسل هجعةً ... فيروز طرفًا بالسُّهاد كحيلا
/ 196 أ/ الملبسي من خصره ونحوله ... ثوبي نحول لم يكن منحولا
قمرٌ أرتِّل ذكره فيزيدني ... شعفًا بتذكاري له ترتيلا
ألقى عليه الكاشحون برودهم ... قولًا عليَّ من السُّلوِّ ثقيلا
أفتيك مقلته متى يجد الشِّفا ... من كان يومًا بالعيون قتيلا
وسليم صدغيه سبيلك لا ترى ... يومًا إلى برء الغلام سبيلا
يا سمهريَّ القدِّهل من نهلة ... من فيك تأبى أن تبلَّ غليلا
هجر الرُّقاد عداة هجرك مقلتي ... هجرًا على مرِّ الزَّمان طويلا
إرقد فإنَّ لناظري في دمعه ... سحّا إذا جنَّ الظَّلام طويلا
ويلاه من عضبٍ بجفنك جفنه ... أبدًا تراه مغمدًا مسلولا
فكأنَّه عزم الوزير استلَّه ... فرآه مشحوذ الغرار صقيلا
الصَّاحب الصَّدر الَّذي أضحت له ... في المجد تيجان الملوك ذويلا
ملكٌ إذا ماهزَّ عطفًا للندى ... فكأنَّه اغتبق العداة شمولا
ألقى عليه الله سمت نبيِّه ... وتعبّد ما لم يكن معقولا
فالوحي منه يحوك وشك ثنائه ... لولا القريض لجاءه تنزيلا
والدِّين لولا أن صاد صفيِّه ... شرعًا وبدَّل وصفه تبديلا
/ 196 ب/ وعلاه لمَّا أحكمت آياتها ... بالنَّصِّ حقًا فصِّلت تفصيلا
يا سيِّد الوزراء دعوة مخلصٍ ... يتلو ثناءك بكرةً وأصيلا
يا من تكفَّل خاطري بمديحه ... حتَّى يكون بما أتاه كفيلا
إن كان عن فحوى صفاتك قاصرًا ... فالطّول منك يزيده تطويلا