قال أبو المجد ابن باطيش في كتاب طبقات الفقهاء الشافعية: انحدر إلى العراق, وقرأ القرآن العزيز بواسط, وتفقه ببغداد بمدرسة الخلفة الناصر لله, بالجانب الغربي على الفخر النوجاني. وقرا ايضًا بها الأدب, وصعد إلى الموصل, وصحب بها الشيخ أبا حامد محمد بن يونس بن منعة بن مالك الموصلي الفقيه المدرس الشافعي, والشييخ أبا الحرم مكّي بن ريان بن شبة الماكسي النحوي, وتميز في الفقه والأدب, وانتهت إليه المعرفة بالقرآن العزيز, وحسن آدابه, وتفرد بجودة التلاوة, وحسن الأداء.

وأشتهر بالموصل, وتصدر للإقراء وانتشر صيته, وكان يقرئ القرآن والأدب وغيرهما من علوم الشريعة.

وكان حسن السيرة, ظاهر النسك, لم يزل على ذلك إلى سنة سبع وعشرين فحجّ إلى بيت الله تعالى, وقضى الحج ورضي من مدينة النبي صلى الله عليه وسلم في عوده, ولم يزل مريضًا إلى أن توفي بالنجف ليلة الإثنين ثاني عشر المحرم سنة ثماني وعشرين وستمائة, ودفن بمشهد الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب- كرم الله وجهه-ز

وعمل أبياتًا ضمنّها كتابًا كتبه إلى الأمير أبي الفضل شمس الدين لؤلؤ بن عبد الله- نائب الأتابك شهاب الدين أبي سعيد طغريل بن عبد الله بن الطاهري- بحلب في مدح الاتابك- وكان محساناً إليه, يبره ويتفقده مع بعد الدار, ويعتدّ ببركته, ويرغب في دعائه وهي: [من الكامل]

يا طالبا بحرآ يجود على الورى ... عذبًا فراتًا نيله مبذول

عرج على حلب ويّمم منزلا ... فيه شهاب الدين ذاك السول

ما زال مذ عقدت يداه إزاره ... يسمو إلى دوح العلا ويطول

حتى تنزّ منزلًا لورامه ... فلك الزّمان لفاته المأمول

لله در يديه ما أنداهما ... سيف الأله على العدا مسلول

الله أسأل أن يديم بقاءه ... مترقّيًا وحسوده المقتول

طور بواسطة نورين ميديا © 2015