أنشدني أحمد بن داود المذاري؛ قال: أنشدني محمد بن حمير لنفسه: [من الرمل]
أيّ صبر بعد أن بان القطين ... وسلوّ لأخي القلب الحزين
طال ليلي ساهرًا منفردًا ... أرقب النّجم ومالي من معين
أتبع الزفرة أخرى بعدها ... وكذا أتلو حنينًا بأنين
لم يدع لي البين إلّا أدمعًا ... وعظامًا من نحول ما تبين
وضلوعًا مذ نأى أهل الحمى ... طويت منهم على الدّاء الدّفين
[649]
محمد بن علوان بن مهاجر بن عليّ بن مهاجرٍ، أبو المظفر بن أبي المشرّف، الفقيه الشافعيّ المدرس.
كانت ولادته، فيما أخبرني القاضي ولده أبو الفضل عبد الكريم، سنة اثنتين وأربعين وخمسمائة، وتوفي ثالث المحرم سنة خمس عشرة وستمائة –رحمه الله تعالى-.
سمع الحديث علي أبي أحمد عبد الوهاب بن علي بن علي الصوفي البغدادي، وأبي الفرج يحي بن محمود بن أسعد الثقفي الأصفهاني وغيرهما، ويفقه على الإمام الزاهد أبي أحمد عبد الله بن الحسن بن المثنى المعروف بابن الحداد؛ ثم على أبي البركات عبد الله بن الخضر بن محمد بن الحسن بن الشيرجي، وأبي الحجاج يوسف بن محمد مقلد التنوخي الدمشقي.
وكان رئيس أصحاب الشافعي في وقته، إمامًا في الفقه والخلاف، وله كتب مصنفة في الخلاف والفقه.