خلقت للشر لا للخير تفعله ... طبعًا وتسلك فيه كلّ منهاج

كأنّك الحجر الصمّاء أرسلها ... بعض المجانيق في دكان زجّاج

وأنشدني؛ قال: أنشدني محمد له من قصيدة: [من الكامل]

قوم إذا سلّوا الصّوارم في الوغي ... كانت قمام البيض من أغمادها

رمقوا قباب النازلين بأعمد ... ممّا تقصّف في صدور جيادها

[646]

محمد بن أبي بكر بن عمر بن منصور، أبو عبد الله الأمويّ الباملّيُّ.

وباملّي قرية من قري ميّافارقين.

كان شابًا فاضلًا بارعًا، قرأ القرآن، وسمع الحديث من جماعة من المتأخرين، وتأدّب علي رافع بن رفاعة النحوي الخصّاوي.

أنبأني عبد الرحمن بن عمر بن شحاتة الحرّاني؛ قال: أنشدتي محمد بن أبي بكر بن عمر لنفسع، بشاقرد من نواحي إربل، يضّمن: [من البسيط]

(الصبر لا شكّ محمود عواقبه) .... ... ...... ... .......

فقال أبو عبد الله: [من البسيط]

لما استقلّوا علي الأكوار وارتحلوا ... عن العذيب ونحو المنحني قفلوا

وخلّفوني علي الأطلال أندبها ... والدّمع من مقلتي يا صاح منهمر

تزايدت زفراتي بعد بعدهم ... وعزّ صبري وقد ضاقت بي الحيل

طفقت أنشد في آثارهم أسفًا ... بيتًا من الشّعر أغراني به الأمل:

(الصبر لا شكّ محمود عواقبه ... لكنّني خائف أن يسبق الأجل)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015