يبيّت من حكّمة تؤرقه ... في دبره طوّل ليله يثب

وحاكم المسلمين ليس له ... في غير غر مول جرجس أرب

وله وقد اجتاز هو وصبي يقبله, بصبي يقال له- أحسن الناس وجهًا- فقال له: نبه عمر, أراد بذلك قول بشار بن: [من المتقارب]

(إذا أيقظتك صروف الزمان ... فنبه لها عمرآ ثمّ نم)

فقال أرتجالآ: [من البسيط]

وحاجة بت أشكوها إلى ثقة ... وقد ترقرق ماء العين ينحدر

فقال لي مشفقا نبه لها عمّراّ ... فقلت: واخيبتا إن لم ينم عمر

وكتب إليه اخوه كتابًا يصف له دمشق, ويشوقّه إلى وطنه, وأبو المحاسن يومئذ ببلاد خراسان, فكتب إلى أخيه بهذه الأبيات, وأنشدنيها عنه القاضي الإمام بهاء الدين أبو محمد الحسن بن سعيد الحلبي- أسعده الله-: [من الكامل]

يا سيّدي وأخي لقد أذكرتني ... عهد الصّبا ووعظتّني فنصحت لي

أذكرتني وادي دمشق وظله الضافي البرود السلسل

ووصفت لي زمن الربيع وقد بدا ... عجب الزمان إلي شباب مقبل

وتجاوب الأطيار فيه [فمطرب] ... يلهي الشجيّ وناتج يشجيّ الخلي

يغني النّديم عن القيان غناؤها ... فالعندليب بها رسيل البلبل

فكأنما أخدت عن أبن مقلد ... قول المسرح في الثقيل الأوّل

ومدامة من صيدنايا نشرها ... من عنبر ورداؤها من صندل

مسكيّة النفحات يعرف أصلها ... عن بابل ويجل عن قطربل

وتقول: اهل دمشق أكرم معشر ... وأجلهم ودمشق أطيب منزل

وصدقت إن دمشق جنّة هذه الـ ... ـدنيا ولكن الحجيم الذالي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015