وقصّرت عن إدراك شأوك عاجزًا ... متي يلحق الواني وقد أعنق الرّكب

فأبديت فضلًا ليس يدرك كهنه ... غروب لساني عن تضاعيفه ينبو

وغاية وسعي وهو أوسع غاية ... ثنا ضاق عن إمداده الأفق الرّحب

ثناء كنشر الرّوض مرّت به الصّبًا ... سحيرًا وقد جادته عرّاصة سكب

وأخبرني الأمام أبو الحسن علي بن محمد بن عبد الكريم الجزري إجازة؛ قال: أنشدني أخي لنفسه، ما كتبه إلي صديق في صدر كتاب: ] من الطويل [

وإني لمهد عن عن حنين مبرح ... إليك على الأقصي من الدار والأدنى

سلاما كنشر الروض باكره الحيا ... وهبت عليه نسمة السحر الأعلى

فجاء بمسكي الهوى متحلّيا ... ببعض سجايا ذلك المجلس الأسمى

وقال أيضا: ] من الطويل [

عليك سلام فاح من نشر طيبه ... نسيم تولّى بثّه الرّند والبان

وجاز على أطلال ميّ عشّية ... وجاد عليه مغدق الوبل هتّان

فحمّلته شوقًا حوته ضمائري ... تميد له أعلام رضوي ولبنان

وقال في أتابك نور الدين وقد كبت البغلة به: ] من السريع [

إن زلّت البغلة من تحته ... فإنّ في زلّتها عذرا

حمّلها من حلمه شاهقًا ... ومن ندى راحته بحرا

وقال أيضا: ] من السريع [

ما نظرت مقلتي إلي أحد ... إلا وكنت الذي تحاذيها

ولا اكتست بالرّقاد آونة ... إلا وكنت الذي يناجيها

وقال أيضا: ] من المتقارب [

وما نظرت مقلتي مذ ظعنت ... إلا وشاهدك الناظر

ولا هجعت قطّ إلاّ رأتك ... كأنك في جفنها حاضر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015