ألقاك كي أسلو فأبلس من هوى ... وصبابة بك أيمّا إبلاس

لولاك لم أذق الغرام ولم أكن ... لكؤوس صدّك في المحبّة حاسي

مالي أكابد منك لوعات الهوى ... وأذوب من ولهي ومن وسواسي

جرحت لحاظي من لحاظك أسهم ... ما إن لها غير التّواصل آسي

يا قاتلي بصدوده عمدًا ألم ... تكن الشّكاية منك قلبًا قاسي

وأنشدتي أيضا من شعره في التأريخ: [من الكامل]

أأذوب فيك صبابة وأسى ... وسواي يرشف ذلّك اللّعسا

يا من يعير الظّبي لفتته ... ويعير غصن البانة الميسا

رفقًا بصبّ ذائب كمدًا ... لم يبقي فيه جوى الهوى نفسا

ألبسته بالصّدّ ثوب ضنى ... ما كان مثلك قبله لبسا

وغرست غصن هوى بمهجته ... فنما وأثمر عندما غرسا

علّل عساك تبلّ غلّته ... بلعلّ إن علّلته وعسى

لا تتلونّ أخيرا آي سبًا ... دون الوصال له ولا عبسا

والله لو ساعدته لسرى ... لم يخش حجّابًا ولا حرسا

جد بالرّقاد لمدنف خلست ... عيناك عنه الغمض فاختلسا

وغدا خيالك نصب ناظره ... لم ينأ عنه صبحه ومسا

من لي بمن أدنو فيبعدني ... عنه وإن لاينته عنسا

وأنشدني لنفسه في التأريخ: [من المتقارب]

وظبي من الإنس وافي النّفور ... ألنت عريكته بالمزاح

وملّيته بحديث المحال ... إليّ فأمكن بعد الجماح

وواصل بعد وصال الصّدود ... وقال اقترح قلت أنت اقتراحي

فبتّ وريحانتي صدغه ... وخدّاه وردي والرّيق راحي

أجاذبه قبلًا دائبًا ... إلي أن سمعت منادي الصّباح

طور بواسطة نورين ميديا © 2015