نشرت على الآفاق نورًا من الهدى ... وأدم في طيِّ الثَّرى بعد مكنون

وأظهرت للأبصار بدر .... الورى ... فلا حمأ فيما تروق ولا طين

نعم طينك النُّور المبين وإنَّه ... بماء من الوادي المقدَّس معجون

اتاك خليل الله تذرف عينه ... خليلٌ كصادٍ ورده الكاف والنون

تشفَّع إلى الرَّحمان يطلق رحمةً ... فها هو في حبس الجرائم مسجون

عليك سلام الله ما ذرَّ شارقٌ ... ولاح هلالٌ مثل ما اعوجَّ عرجون

نعم وعلى أولادك الغرِّ بعده ... صلاةٌ لها صوت الملائك تأمين

وأنشدني لنفسه في القاضي بهاء الدين أبي المحاسن يوسف بن رافع بن تميم بعد منصرفه من مصر: [من الطويل]

/261 ب/ لقد سرَّ سرُّ الشَّافعيِّ وأشرقت ... أسرَّته بشر الوجه ابن رافع

قناواه من دون الصَّفائح معلنًا ... نداء وعاه القلب قبل المسامع

لك الخير من ضيف أتاني مسلًَّماً ... ومن زائدٍ نائي المنازل شاسع

بعلمك ذكري ف المحافل شائعٌ ... لشعيك قد أنشرت بين المجامع

أنرت منار الحقِّ بعدي في الورى ... ببرهان فضلٍ ساطعٍ النور صادع

وصيَّرت ما بين المذاهب مذهبي ... كشرع رسول الله بين الشَّرائع

فلازلَّت ذا قدر يعزُّ مناله ... ولازلت ذا فضل على الخلق واسع

وهذا خطابٌ ذا قدر يعزُّ مناله ... ولازلت ذا فضلٍ على الخلق واسع

وهذا خطابٌ عنه أفصح حاله ... لكلِّ أخي فهمٍ من الحقِّ سامع

ويكفيك ما بين الأنام دعاؤه ... وذلك عند الله أعلى الشَّوافع

وأنشدني لنفسه لمّا نزل السلطان الملك الأشرف بعين الفارسية متوجهًا إلى البلاد الشرقية: [من الوافر]

ولمَّا إن رحلنا من دمشقٍ ... وخيَّمنا بعين الفارسيَّه

تقدَّم من مهابتنا سريعًا ... إلى أعدائنا ألفا سريَّة

/262 أ/ وأنشدني أيضًا وكتبه إلى الملك: [من الوافر]

أيا ملكًا رحيب الباع سمحًا ... حططت ببابه العالي رحالي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015