وخبرت أنَّه توفي في المحرم سنة إثنتين وثلاثين وستمائة ببغداد بجانبها الشرقي في رباط المأمونية –رضي الله عنه-.

أنشدني أبو الكرم محمود بن يسف بن صاعد بن عبد الواحد الخوارزمي، وأبو علي عبد الله بن عبد الكريم بن عبد الرحمن بن أحمد الطوسي، قالا: أنشدنا سلطان المشايخ/ 155 أ/ السُّهرودي لنفسه: [من مخلّع البسيط]

تصرَّمت وحشة اللَّيالي ... وأقبلت دولة الوصال

وصار بالوصل لي حسودًا ... من كان من هجركم رثي لي

ونظرةٌ منكم بروحي ... إن رمتم لم يكن بغالي

وحقكم بعد إذ حصلتم ... بكلِّ ما فات لا أبالي

وقال أيضًا: [من المتقارب]

أيا صاحبي قد سئمت السُّرى ... فمن لي بعين تذوق الكرى

أرى نارهم والهوى سائقي ... وقد هيَّج الشّضوق من أسهرا

وقد دار في القلب كأس الهوى ... فذو الوجد لاشكَّ أن يسهر

وقد دار في القلب كأس الهوى ... فذو الوجد لاشكَّ أن يسهرا

ولوعي بسكَّان دار العقيق ... رخيصٌ بروحي أن يشترى

فلا عرفت مهجتي سلوة ... ولازلت في الحبِّ مستهترا

فيا قلب مالك لا ترعوي ... ولا ترتضي طيفهم إن سرى

فوهم عينك وصل الحبيب ... وطيف يزورك كل القرى

تمتَّع ففي الحبِّ مستمتعٌ ... فإلمامه جلَّ أن يذكرا

برامة ريمٌ يثير الجوى ... ويصطاد بالقهر أسد الشَّرى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015