فقلت وفي الأحشاء من لاعج الهوى ... صبابة وجد تغتدي وتروح

كلا شجنينا واحدٌ غير أنَّني ... أكتِّم ما ألقاه وهي تبوح

وصيَّرني ههذا الهوى وفنونه ... أعلِّم ذات الطَّوق كيف تنوح

ونقلت من خطة قصيدة طويلة /150 أ/ مدح بها أتابك نور الدين أبا الحارث ارسلان شاه بن مسعود بن مودود –رضي الله عنه- أولها قوله: [من الكامل]

طربًا أقول إذا الحمام ترنَّما ... عيشٌ لنا بالأبرقين تصرَّما

قصرت مسافته فكان لزائرٍ ... وافاك في سنة الرُّقاد مسلِّما

أشكو تباعده بعين كلَّما ... نهنهت فيض دموعها فاضت دما

فاعص اللَّوائم في هواك فإنَّما ... رشد الميتَّم أن .... اللُّوَّما

واشرب على زهر الرَّبيع سلافة ... كالشَّمس يبدي المزج منها انجما

أفما ترى نوَّاره فكأنَّه ... نشوان أصبح باكيًا متبسِّما

رقد النَّسيم بجانبيه فنبَّهت ... أنفساه منه عيونًا نوَّما

وسرى بنمنم وشيه فحسبته ... وافى بأخبار الأحبَّة نعَّما

صقلت حواشي روضه فكأنَّه ... من حسنه قد همَّ أن يتكلمَّما

تشدو فيخبر مغرمٌ عن مغرمٍ ... منها ويفصح معرب عن أعجما

بدع أبدع في السماح .... كالغيث أنجد في البلاد وأتهما

/150 ب/ أضحت أغضَّ من الصِّبا والذَّمن ... شكوى المحبًّ إلى حبيب أنعما

بهج الزَّمان بها فخلنا أنَّه ... من نور نور الدِّين ألبس أنعما

ملكٌ له المجد القديم وكلَّما ... قدمت مباني المجد أصبح ....

متواضعٌ وأقلُّ ما يعتدُّه ... منه التَّواضع أن يكون معظَّما

إن ضاق دهرٌ كان مسرح همِّه ... رحابًا وإن عبس الزَّمان تبسَّما

فإذا ارتقى في قلَّة من سؤدد ... هتفت به أخرى لكي يتقدمَّا

صدقت مخايله اللَّواتي لم أزل ... قدمًا لبارق أفقها متوسِّما

وعلمت أنَّ البرق عند وميضه ... يهدي تألقه الغمام المثجما

طور بواسطة نورين ميديا © 2015