وكنت إذا هبَّت نسيم بلادكم ... وغنَّى على الأيك الحمام وناحا
ركبت إليكم مركب الشَّوق إذ غدت ... دموعي بحارًا والزَّفير رياحا
وقوله: [من السريع]
مجلسنا اللَّيلة خالٍ من الأضداد حالٍ بالوجوه الصِّباح
فاطلق بميدان الهوى والصِّبا ... عنان طرف اللَّهو حتَّى الصَّباح
لا تحفلن فيما يقول العدا ... فما على ذي صبوةٍ من جناح
وقوله في غلام أسود راكب على فرس أشهب: [من الوافر]
وطرفٍ أشهب يختال تيهًا ... بريمٍ أسودٍ حلو المزاح
فقلت لصاحبيَّ: ألا أخبراني ... متى ركب الظَّلام مطا الصَّباح
/117 أ/ وقوله: [من الخفيف]
هتفت بالصَّبوح قبل الصَّباح بنواحي العبّار ذات نواح
فاسقنيها حمراء بكرًا تعيد اللَّيل صبحًا من كفِّ بكرٍ رداح
وقال لأبي الحسن علي بن يوسف العطار -رحمه الله- وكان صديقه:
[من الطويل]
أبا الحسن بن الأكرمين ومن غدا ... هواه بأثناء الجوانح راسخا
ومن خصَّ طبعًا بالبلاغة فانبرى ... بجامع ديوان التِّلاوة ناسخا
كذا أبدًا لا زال جاهك شاملًا ... وظلُّك ممدودًا ومجدك شامخا
فإنِّي متى أنزل ببابك أعتصم ... واحتلَّ طودًا باسق الفرع باذخا
واقتضى عليه الملك الأمجد أن ينظم في الروض والسواقي، فقال بديها:
[من الرجز]
أنظر إلى تلك السَّواقي إذ غدت ... تجري خلال روض ناديها النَّدي
كأنَّها صوارمٌ من فضَّةٍ ... قد جرِّدت من قرب الزَّبرجد
وجنَّةٌ قد فرشت أرجاؤها ... بسندسٍ مقضَّبٍ معمَّد