/37 أ/ نرجس ألحاظه وتفَّاح خدَّيه بلائي ومسك شامته وقال أيضًا: [من الوافر]

رأى كلفي وقد ظعنوا بليلى ... خلِّيٌّ لا يبيت كما أبيت

فقال: يفوت عمرك بالتَّمنِّي ... فقلت له: ومن لي لو يفوت

أمن جنٍّ دهيت، فقلت: كلَّا ... ولكن من ذوي إنسٍ دهيت

إذا أنا لم أمت أسفًا ووجدًا ... بليلى العامريَّة من يموت!

وله أيضًا: [من البسيط]

إن غيِّرت بعد الحيِّ حالات ... فسوف تصرف عنَّا الهمَّ حانات

وشمس راح لها من راح بدر دجًى ... شرقٌ ومغربها منَّا الحشاشات

تبدو فواقعها في كأس قاطبها ... كأنجم القطب يجلوها الزُّجاجات

أو مثل ما نثر الدُّرَّ الثَّمين على ... أرضٍ من الذَّهب المسبوك قينات

لها إذا شجَّها السَّاقي وميض سنًى ... يعشي العيون له في الكأس لمحات

وللنَّدامى إليها إذ تشعشعها السُّقاة تحت الدَّياجي أريحيَّات

فافضض بفضِّك طين الدَّنِّ جيش أسًى ... له على القلب كرَّاتٌ وفرات

لا يغرق الهّمَّ إلا صرف دسكرةٍ ... ما إن لميقاتها في العدم ميقات

/37 ب/ ما زال يكلأ صرف الدَّهر جوهرها ... ويمتري ذامها طورًا وتقتات

حتَّى غدت وهي لا الأوهام تدركها ... منَّا وّلّا الخطرات الألمعيَّات

ترى بنان النَّدامى من تلألئها ... كأنَّهنَّ بفرصادٍ خضيبات

وجدي بكأس طلًا وجدي بحبِّ طلًا ... يذيب أكبادنا منه .....

مبلبل الصُّدغ كم قد بلبلت كمدًا ... ألحاظه السَّاحرات البابليَّات

كم أمرضت من صحيحٍ يوم كاظمةٍ ... تلك الجفون المريضات الصحيحات

لله عيشٌ بنعمانٍ نعمت به ... دهرًا وللدَّهر عنَّا فيه غفلات

أيَّام ظلُّ الهوى دانٍ ومربعه ... غانٍ وروضاته صح أريضات

فمن تذكَّر بان الجزع جزع كما ... لديَّ لذكر ..........

إيَّاك نجدًا وآرامًا تروم بها ... نيل المنى فأمانيها منيَّات

تسلُّ فينا سيوف الهند أعينها ... كما تهز رماح الخطِّ قامات

طور بواسطة نورين ميديا © 2015