ويك ذاك عصر هوى ... فات فاترك الحزنا

/253 أ/ تلك عيشة سلفت ... كل لذةَّ لفنا

فاله عن تذكرها ... واسألن ذلك الزَّمنا

كم بنيت مدَّرعاً ... بالغرام مرتهنا

ها ترى المشيب بدا .. صحبه وزاد سنى

فاتق الإله ولذ ... بالولاء للأمنا

غتوة النبي ومن ... يربحهم جننا

صفوة نفوز بهم ... إذ هم الهداة لنا

وأنشدني له أيضا في مدح علي- عليه السلام- أبو الحسين يحيى بن محمود بن عيسى بن محمد بن جعفر الخلعي البغدادين بإربل سنة ثلاث وثلاثين وستمائة؛ قال: أنشدني ابن صاحب الخاتم لنفسه مبدأ قصيدة أولها: [من البسيط]

بانوا ففارق جفني لذَّة الوسن ... وبتُّ مدَّرعاً بالهمِّ والحزن

أخفي الغرام فتبديه الدُّموع إذا ... جرت على الخدِّ كالمثعنجر الهتن

/253 ب/ بانوا فما خلت أن الدَّهر مذ برحوا ... عني يفارقني ممَّن يفارقني

فليتهم إذا نأوا ردُّوا الفؤاد عسى ينبي بحالهم حقُا ويعلمني

أهم على العهد أم خانوه عن كثب ... وهل سلوا فنسوا شوقاً يؤرقني

أما أنا فرسيس الشُّوق يرمضني ... والوهم والوجد والبلبال يمرضني

ولي دموع يخدُّ الخدَّ ساكبها ... كأنَّ واكفها مغدودق المزن

يا قب دع ذكرك الأحباب إذا بعدوا ... بانوا وخانوا ومن للعهد لم يخن

وخلِّ ذكر الصِّبا وأسل الهوى فإلى ... متى تعاني رسيس الشَّوق والحزن

ووال آل رسول الله تنج بهم ... فهم أولو الذكر والآيات والسُّنن

آتاهم الله علماً باهراً وتقى ... وإن سلكت فسائل عن أبي الحسن

وأسمع حديثا روينا من مناقبه ... فيه اعتبار لرب الفكرة الفطن

يروي عن أبن طحال عن مشايخه ... فاسأل بما قد روى إن كنت تتهمني

قالوا: أتى رجلان الباقر بن علي ... قالا له: أنت أهل العلم واللّسن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015