لقد أتيت بها شنعاء ... لا يستقلُّ قلب ولا كبد

قد خلف ... فكان خط على بعده الكمد

/232 أ/ وأنشدني؛ قال: أنشدني علي بن جبارة لنفسه: [من الرمل]

قلَّدوني من هوى نجد نجادا ... ودعوني امتطي الوجد جوادا

واتركوا العدل صفاء إنَّني ... بسيوف الشَّوق افنيهم جلادا

وافتدوني من يدي أسر النوى ... باصطبار وافيدوني فؤدا

واحبسوا الركب فإن هم وقفوا ... بلَّغوا منهم مرادي ما أرادا

واستعيروا لي إذا ما طاف بي ... طيفهم من أعين العين رقادا

واعيدوا لي حديثي بالحمى ... فمعادي فيه إذ يبدو معادا

سرت خلف العيس أنسا ابتغي ... فرأوا شخصي فردُّوني فرادا

أترى خافوا من الواشي ومن ... حرقة القلب انتقاداً واتقَّاداً

وأظلم الجوُّ لعيني بعدهم ... وكذا يلبس ذو الحزن الحدادا

لم تذق عيني كرى بعد النوى ... إن شككتم فاسألوا عني الوسادا

كم منعتم أن يعاذ المبتلى ... بهواكم وأبحتم أن يعادى

وبقلبي ظبية إنسية ... جعلت عيني لذا الحبِّ رشاداً

رمت ان اصطادها فانعكست ... قصِّتي فيها فحارتني اصطيادا

/232/ب/أبصرت شيبي فولت ولكم ... في شبابي قد اتتنا تتهادى

فسقى المعهد من عهد الصبا ... كلُّ غيث قد تمالا وتمادى

من يد الصَّاحب من راحته ... بالنَّدى أحيت جماداً في جمادي

لا تسمُّوه جمادى إنه .... قد كساه الجود واسموه جوادا

يهب الدُّنيا بلا من بها ... ويرى ذاك لراجيه اقتصادا

فاح عرف العرف من راحته ... فملا الدُّنيا يفاعاً ووهاداً

ناده إن حلَّ خطب إذ بدا ... وجبه جدب إنه نعم المنادى

واطل سؤلك واسأله الغنى ... إنما تسأل من بحر ثمادا

وأنشدني؛ قال: أنشدني لنفسه: [من الوافر]

أيا حلو المجانة والمجاني ... جفوت فنوم عيني قد جفاني

طور بواسطة نورين ميديا © 2015