صاح بي عند ذهولي شجوها ... يا معنَّى بالحمى إيَّاك عنَّي

إن ترد علم الهوى عن صحَّة ... خذ أحاديث الحمى عنَّي ومنَّي

يا حمام الأيك من أخبارهم ... إن تحدَّثت بها يوما فزدني

كرِّر الأخبار يا راويها ... ومتى ما عن شوقي فأعنَّي

يا فؤاداً ظلَّ في وادي الغضا ... عنده خلَّفته لم يتَّبعني

/229 ب/ قالوا للجسم وقد فارقه ... ها هنأ إلفي فودِّعني ودعني

أضرم الشوق بقلبي جمرةً ... عجباً لم يطفها طوفان جفتي

أتمنَّاهم على بعد المدى ... قلَّماً يجدي على الصَّبِّ التَّمني

وأرجَّي عودة بعد النَّوى ... واللَّيالي أحلفت لي حسن ظنَّي

يا أخلائي من الخيف لقد ... كان لي في قربكم جنَّات عدن

وقال أيضاً: [من الخفيف]

قد جعلت البدور منك حيارى ... حسداً والنُّجوم منك غيارى

بأبي من دفعت قلبي إليها ... باختياري فلم تدع لي اختياراً

الأمان الأمان منها ومن نار هواها أو الفرار الفرارا

وبقلبي من كان عهدي بقلبي ... مضغة ثمَّ قد احالوه داراً

جيرة أحسنوا إلينا وإن جاروا علينا وإن اساءوا الجوارا

حملوا الرَّاح في المباسم لكن ... هم صحاة منها ونحن سكارى

كم أتينا لها ورحنا زماناً ... وجئنا بها ... مرارا

وبلغنا بها الأماني طوالاً ... وقطعنا بها الليالي قصارا

ما جعلت العناق منى دثاراً ... أو جعلت الشُّعور منها شعارا

/230 أ/ بدياري عشقت لم أندب الر ... بع ذهولاً ولا سالت الدًّيارا

كلفي قطُّ لم يسافر ولا سار غرامي ... خلف الُّذي عنه سارا

ثمَّ شاب العذار مِّني ويكفيك شيب العذار عند العذري

فأ‘رت الشَّباب غيري وما زال شباب الإنسان ثوباً معارا

طلع الشَّيب في عذاري نجوماً ... ورأيت النجوم منه نهارا

وقوله: {من مجزوء الكامل]

طور بواسطة نورين ميديا © 2015