سنة إحدى وستمائه، وبلغ سنًا عالية حتي قارب المائة؛ وكان من حفاظ القرآن العظيم، وأهل اخير، له أشعار ضعيفة.

أنشدني ولده عبد المؤمن؛ قال: أنشدني والدي له في الملك العظيم مظفر الدين كوكبوري بن علي بن بكتكين-

رضي الله عنه- ويعِّرض بذكر رجل، يلقب بالشجاع، وكان عاملا بكرخين: [من الوافر]

ألا يا أيُّها الملك المطاع ... ومن ذلَّت لهيبته السِّباع

بكر خانينا أسدٌ ضريُّ ... أخو بأس يقال له الشُّجاع

/208 ب/ يناصحكم مناصحةً بصدق ... وأوفر همَّة لا تستطاع

تكاد القلعة العلياء تسمو ... به لو قبلها سمت القلاع

كأنَّ تجاوب الأجراس فيها ... مثاني العود حرَّكة السَّماع

فدم لا زال ملكك في دوام ... علي الأيَّام ليس له انقطاع

وأنشدني؛ قال: أنشدني والدي لنفسي: [من المنسرح]

زار وجيش الظَّلام مفلول ... وسيف نجم الصباح مسلول

مهفهفٌ صيغ من محاسنه ... فهو بماء النفوس مجبول

قد كتب الحسن فوق عارضه ... كل محبّ بالهجر مقتول

سري بأنفاس مقلتى قمرٌ ... منقوط خطِّ العذار مشكول

ومنها يقول: [من المنسرح]

ياأيٌّها المجد أنت من كرم ... يرجي إذا زادت الأقاويل

عرِّف بفضلي من ليس يفهمه ... علمًا فإنَّ الغريب مجهول

وانعم وجد واغنم الثَّنا ثمنًا ... إن الوري فاضل ومفضول

طور بواسطة نورين ميديا © 2015