أما الشفاعة الأولى: فيشفع في أهل الموقف حتى يقضى بينهم بعد أن يتراجع الأنبياء آدم ونوح وإبراهيم وموسى وعيسى الشفاعة حتى تنتهي إليه.
والثانية: أن يشفع في أهل الجنة أن يدخلوا الجنة.
وهاتان الشفاعتان خاصتان به.
والثالثة: يشفع فيمن يستحق النار، فيشفع في قوم، فلا يصيرون إلى النار، وهذه الشفاعة له ولسائر المؤمنين والصديقين والشهداء وغيرهم من الملائكة. . . {وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ} [الأنبياء: 28] ولا ينفع الكافرين شفاعة الشافعين ويخلد قوم فيها أبدا، وهم أهل الشرك والتكذيب والجحود والكفر بالله عز وجل، ويشفع فيمن دخلها أن يخرج فيخرجون بشفاعته بعدما احترقوا وصاروا فحما وحمما، ويخرج الله من النار قوما بغير شفاعة بفضله ورحمته الواسعة، ويبقى في الجنة فضل عمن دخلها من أهل الدنيا، فينشئ الله لها أقواما، فيدخلهم الجنة (?) .
وتكون الشفاعة بالإذن لمن أذن له الرحمن وقال صوابًا وقد نص القرآن الكريم على ذلك في مواطن منها قوله سبحانه وتعالى:. . {مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ} [البقرة: 255] والشفعاء كلهم داخلون تحت هذا الإذن، ولا يشفع أحد بغير إذنه تعالى.