فصل والله سبحانه خالق لجميع المخلوقات، عالم بجميع المعلومات، من الجزئيات والكليات قادر على جميع الممكنات، وعلى أن يخلق مثلهم، وهو الخلاق العليم، مريد لجميع الكائنات، سميع بصير، لا شبه له ولا مثل، ولا ضد ولا ند، ولا شريك له في وجوب الوجود، ولا في استحقاق العبادة، ولا في الخلق والأمر والتدبير، ولا يشفي مريضًا ولا يرزق مرزوقًا ولا يكشف ضرا إلا هو.
ولا يحل في غيره، ولا يحل غيره فيه، ولا يتحد غيره به، ولا يقوم حادث بذاته، ولا في ذاته حدوث وإنما الحدوث تعلق في تعلق الصفات بمتعلقاتها، بريء عن التجدد والحدوث من جميع الوجوه، ولا يصح عليه الجهل، ولا الكذب، وهو فوق العرش، كما وصف به نفسه، ووصفه به رسوله، ولا يحتاج إلى شيء في ذاته وصفاته، ولا حاكم عليه ولا حكم إلا له، ولا يجب عليه شيء بإيجاب غيره، وهو لا يخلف الميعاد، وجميع أفعاله تتضمن الحكمة، ولا قبيح منه، ولا ينسب في فعله إلى جور وظلم، وليس للعقل حكم في حسن الأشياء وقبحها، وله الأسماء الحسنى، والمثل الأعلى، ولا حاكم سواه، ولا معبود إلا إياه.