نصرة مذهب إمامه، ولو بالتعسف، مطرح لقول الله ورسوله، مؤثر لما وجد عليه سلفه ولا ينكر هذا إلا مغمور في الغفلة والجهل، أو معاند لا يطلب منه المحاكمة إلا بين يدي الله سبحانه، ولو هاب كتاب الله، أو حظي بلمعة من الإيمان الصادق، أو شمة من الإخلاص، أو مذقة من الخوف، لعرف وأنصف.

أخرج أهل السنن والمسانيد والمعاجم عن عدي بن حاتم قال: «رأيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ في سورة براءة {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ} [التوبة: 31]

فقال: "أما إنهم لم يكونوا يعبدونهم ولكنهم كانوا إذا أحلوا شيئا أحلوه وإذا حرموا عليهم شيئا حرموه» (?) . وظاهر هذا أنه ليس سواء إحسان الظن بهم، والاطمئنان إليهم، والاستغناء بكلامهم عن كلام الله وكلام رسله. وقالوا: هم أخص منا وأرسخ به. وتعصب كل لمتبوعه، وصاروا فرقا متفرقة، وأحزابًا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015