قَوْله: من عادى لي وليا. قَالَ فِي الصِّحَاح: وَالْوَلِيّ ضد الْعَدو انْتهى. وَالْولَايَة ضد الْعَدَاوَة. وأصل الْولَايَة الْمحبَّة والتقرب كَمَا ذكره أهل اللُّغَة، وأصل الْعَدَاوَة البغض والبعد. قَالَ ابْن حجر فِي فتح الْبَارِي: المُرَاد بولِي الله الْعَالم بِاللَّه تَعَالَى [المواظب] على طَاعَته المخلص فِي عِبَادَته " انْتهى.
وَهَذَا التَّفْسِير للْوَلِيّ، هُوَ الْمُنَاسب لِمَعْنى الْوَلِيّ الْمُضَاف إِلَى الرب سُبْحَانَهُ. وَيدل على ذَلِك مَا فِي الْآيَات القرآنية. كَقَوْلِه سُبْحَانَهُ: {أَلا إِن أَوْلِيَاء الله لَا خوف عَلَيْهِم وَلَا هم يَحْزَنُونَ الَّذين آمنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ لَهُم الْبُشْرَى فِي الْحَيَاة الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَة لَا تَبْدِيل لكلمات الله ذَلِك هُوَ الْفَوْز الْعَظِيم}
وَكَقَوْلِه عز وَجل: {الله ولي الَّذين آمنُوا يخرجهم من الظُّلُمَات إِلَى النُّور} .
وَكَقَوْلِه سُبْحَانَهُ: (يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا من يرْتَد مِنْكُم عَن دينه فَسَوف يَأْتِي الله بِقوم يُحِبهُمْ وَيُحِبُّونَهُ، أَذِلَّة على الْمُؤمنِينَ أعزة على الْكَافرين، يجاهدون فِي سَبِيل الله، وَلَا يخَافُونَ لومة لائم، ذَلِك فضل الله يؤتيه من يَشَاء، وَالله وَاسع عليم. إِنَّمَا وَلِيكُم الله وَرَسُوله وَالَّذين آمنُوا الَّذين يُقِيمُونَ الصَّلَاة وَيُؤْتونَ الزَّكَاة وهم رَاكِعُونَ. وَمن يتول الله وَرَسُوله وَالَّذين آمنُوا، فَإِن حزب الله هم