فِي كتاب الله أَو فِي سنة رَسُوله. فَهَذَا بِمُجَرَّدِهِ يصك وَجه كل محتال، ويرغم أنف كل متجرئ على دين الله بِإِسْقَاط مَا هُوَ وَاجِب فِيهِ أَو تَحْلِيل مَا هُوَ من محرماته.
أ - إبِْطَال حجج الْقَائِلين بالحيل /
وَأما تمسك أهل الرَّأْي المحتالين على الْإِسْلَام وَأَهله بِمثل قَوْله سُبْحَانَهُ لنَبيه أَيُّوب عَلَيْهِ السَّلَام: {وَخذ بِيَدِك ضغثا فَاضْرب بِهِ وَلَا تَحنث} وَأَنه سُبْحَانَهُ أذن لَهُ أَن يتَحَلَّل من يَمِينه بِالضَّرْبِ الضغث. وبمثل مَا أخبر الله سُبْحَانَهُ عَن نبيه يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام أَنه جعل صواعه فِي رَحل أَخِيه ليتوصل بذلك إِلَى أَخذه من إخْوَته وَأخْبر سُبْحَانَهُ أَنه فعل ذَلِك بِرِضَاهُ وإذنه، كَمَا قَالَ: {كَذَلِك كدنا ليوسف مَا كَانَ ليَأْخُذ أَخَاهُ فِي دين الْملك إِلَّا أَن يَشَاء الله} . وبمثل مَا صَحَّ عَنهُ [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] وَآله وَسلم:
(أَنه اسْتعْمل رجلا على خَيْبَر فَجَاءَهُمْ بِتَمْر خبيب فَقَالَ [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] : أكل تمر خَيْبَر هَكَذَا؟ قَالَ: إِنَّا لنأخذ الصَّاع من هَذَا بالصاعين والصاعين بِالثَّلَاثَةِ، فَقَالَ: لَا تفعل، بِعْ الْجَمِيع بِالدَّرَاهِمِ ثمَّ ابتع بِالدَّرَاهِمِ خبيباً ".
" وَقد لَقِي النَّبِي [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] وَآله وَسلم طَائِفَة من الْمُشْركين، فِي نفر من أَصْحَابه فَقَالَ الْمُشْركُونَ: من أَنْتُم؟ فَقَالَ رَسُول الله [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] وَآله وَسلم: