بين مكة والمدينة إن من يتدبر كتاب الله عز وجل ويطّلع على الأحاديث النبوية، ويتأمل سيرة خاتم الأنبياء والمرسلين صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام، يتضح له أن الإسلام دين السلام؛ فهو يأبى العنف ويقوم على الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، ومخاطبة الفطرة لإزالة الصدأ الذي علاها بفعل البيئة المنحرفة. بل إن نبينا صلى الله عليه وسلم لم يختر إبادة مشركي مكة إبادة ربانية محضة، وذلك كما جاء في حديث عائشة رضي الله عنها قالت: قلت للنبي صلى الله عليه وسلم: «هل أتى عليك يوم كان أشد من يوم أحد؟ قال: لقد لقيت من قومك، وكان أشد ما لقيت منهم يوم العقبة، إذ عرضت نفسي على ابن ياليل بن عبد كلال، فلم يجبني إلى ما أردت، فانطلقت وأنا مهموم على وجهي، فلم أستفق إلا وأنا بقرن الثعالب، فرفعت رأسي، فإذا أنا بسحابة قد أظلتني، فنظرت فإذا فيها جبريل، فناداني، فقال: إن الله قد سمع قول قومك لك، وما ردوا عليك، وقد بعث إليك ملك الجبال لتأمر بما شئت فيهم، فناداني ملك الجبال، فسلم علي، ثم قال: يا محمد، إن الله قد سمع قول قومك لك، وأنا ملك الجبال، وقد بعثني ربك إليك لتأمرني بأمرك، فما شئت؟ إن شئت

طور بواسطة نورين ميديا © 2015