تنوع السبل قبل أن ندع القارئ الكريم مع ما قاله العلماء والمفكرون الأفاضل في مسألة تطبيق الشريعة السمحة في الدول المحكومة بنظم علمانية جائرة وقوانين وضعية قاصرة، نود أن نسجل احترازاً أوليا، مفاده: أن تطبيق الشرع كما أنزله الله على خاتم أنبيائه ورسله وصفوته من خلقه لا ينتزع الشر ولا يستأصل الخلل كليا، وإنما يقلص من حجمه ويحد من مدى تفشيه.
فالشرع تام يفي بمصالح العباد في كل زمان ومكان، غير أن التطبيق مهما سما يظل جهداً إنسانياً لا يخلو - في بعض الأحايين - من قصور البشر. نقول هذا لأن تطبيق شرع الله في خير القرون على أيدي الخلفاء الراشدين لم يمنع ظهور غلاة يكفرون المؤمنين بأهوائهم أو بضيق أفقهم وقلة فقههم، لكن الصحابة الكرام عالجوا الموقف بالتزام شرع الله فوفقهم الله إلى قمع الفكر الضال الذي انحسر شيئا فشيئا، حتى بقي في فئات قليلة يتداولها أفراد طمس الله على بصائرهم.
لقد أجمع المشاركون في هذه القضية على أن التزام الحكومات دين الله الحنيف في السياسة والاقتصاد والقضاء والإعلام وشتى شئون الحياة، يسحب البساط من تحت أقدام المضللين الذين يلبسون الحق بالباطل، ويتهمون الأمة كافة - إلا قلة تمالئهم - بالكفر والنفاق. أما