إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، ونصلي ونسلم على خاتم الأنبياء والمرسلين، محمد بن عبد الله، المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
فإنه يحز في نفس المسلم ظهور فئات ترفع راية الدين الحنيف، وشعارات تطبيق الشريعة السمحة، لكن هذه الفئات لا تحتكم في مشكلاتها إلى شرع الله القويم، فليس أهون عندها من إراقة الدماء المعصومة، وانتهاك الحرمات بزعم إنكار المنكر!
ولم يكن أعداء الصحوة الإسلامية المعاصرة ليحلموا بأن يسدي إليهم الغلاة ذرائع يستغلونها لتشويه صورة الإسلام، ومحاربة كل مسعى إسلامي مهما كان معتدلاً ومسالما.
صحيح أن المتربصين بالإسلام والمسلمين لن يكفوا عن حقدهم الموروث حتى لو زالت تلك الذرائع، إلا أن ممارسات الغلو والشطط من قبل بعض المنتسبين إلى الإسلام، آزرت أهدافهم الخبيثة، وهي مؤازرة لا تشرّف مسلماً مهما ادعى حسن النية.
ورب قائل يقول: إن دعاة التطرف والغلو هم قلة منبوذة في خضم التيار الإسلامي العريض، وهو أمر نعترف به، غير أن صوت هؤلاء الجانحين شديد القعقعة، وآثار توجهاتهم المدمرة تستفحل، لا سيما أن