صلى الله عليه وسلم خطّا، فقال: هذا سبيل الله، ثم خط في جانبه خطوطا، ثم قال: هذه سبل متفرقة على كل سبيل منها شيطان يدعو إليه، تم قرأ: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ} [الأنعام: 153] » (سورة الأنعام، الآية 153) .
وكذلك ما رواه أبو هريرة - رضي الله عنه - من أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من خرج من الطاعة وفارق الجماعة مات ميتة جاهليةأحاديث من خرج من الطاعة وفارق الجماعة مات ميتة جاهلية» .
فإذا التفتنا إلى برهان الواقع التاريخي، نجده يشهد - بما لا يدع للشك مجالاً - أن تفرق إلى الأمة إلى جماعات وطوائف يسهل على أعدائها أن يقهروها ويهزموها في كل ميدان.
وذلك بالإضافة إلى أن الحزبيات المعاصرة المنتسبة إلى الإسلام قامت بتنفير الناس عن الإسلام؛ إذ صَّورته على أنه دين غلظة وخشونة وعنف - وهو بريء من كل ذلك - مع أن هذه الحزبيات لم ينزل بها قرآن ولم تؤيدها سنة ولم تعرفها القرون المفضلة.
مراعاة الظروف * د. جمال الدين محمود: إن الأصل المسلّم به في الفكر الإسلامي عامة وبحسب الدلالة المستمدة من آيات القرآن الكريم ومن الأحاديث الصحيحة أن جماعة المسلمين واحدة - فالجماعة وهم المسلمون