ثقافة العنف * د. محمود بن أحمد شوق: لا نستطيع إرجاع ظاهرة العنف الإسلامي الحديثة إلى سبب واحد، وإنما هي ثمرة جملة من العوامل، بعضها إنساني عام، وبعضها الآخر وليد ظروفنا الذاتية.
أولاً - من الأسباب العامة 1) انتشار ظاهرة العنف في جميع أنحاء العالم، واستخدام العنف في العلاقات الدولية، والحروب التي لا ينطفئ لها سعير شاهد على هذا؛ فبالأمس كنا نتحدث عن حرب البوسنة والهرسك والصرب، وحرب أفغانستان والاتحاد السوفيتي، وحرب إيران والعراق، وعدوان إسرائيل على العرب، واعتداء العراق على الكويت، إلى آخر قائمة الحروب التي شهدناها.
واليوم، لا تزال طاحونة العنف تطحن البشر: روسيا ضد الشيشان، والهند ضد كشمير، وإسرائيل ضد الفلسطينيين واللبنانيين، رغم الاتجاه إلى السلام، وصراع الفصائل الأفغانية فيما بينها، وحرب نمور التاميل والجيش السيرلانكي، وتمرد جنوب السودان، وحرب القبائل في رواندا، وغيرها من طواحين الحرب التي تصم أخبارها آذان البشر كل يوم.