البياتي1 ونحن نلمحها عند بدر السياب2 وعند شاذل طاقة3. والواقع أن تعاقب اختتام القصيدة بتكرار مطلعها لدى هؤلاء الشعراء جميعًا يشي بأنهم يستشعرون الصعوبة التي أشرنا إليها في اختتام القصائد الحرة فيلجئون إلى هذه الوسيلة الشكلية. والواقع أن هذه الأسلوب ليس إلا تهربًا من الشاعر، يفر فيه من صعوبة الاختتام الطبيعي. وهو إنما يقع في ذلك التهرب تحت ضغط الشعر الحر.
وليس التكرار هنا إلا نوعًا من التنويم يخدر به الشاعر حواس القارئ موحيًا إليه بأن القصيدة قد انتهت.
ومن الأساليب التي يلجأ إليه الشعراء في اختتام القصائد الحرة أسلوب لجأ إليه بدر شاكر السياب في قصيدته "حفار القبول". قال في آخر تلك القصيدة الطويلة:
وتظل أنوار المدينة وهي تلمع من بعيد
ويظل حفار القبول
ينأى عن القبر الجديد
متعثر الخطوات يحلم باللقاء وبالخمور
وقال في خاتمة قصيدة أخرى:
ويلوك ظلك من بعيد وهو يومئ بالوداع
وأظل وحدي في صراع4
إني أسمي هذا الأسلوب في الاختتام أسلوب "ويظل.."، وهو