بطلان الإجماع المزعوم على أن الخضر حي

إننا نقطع أن الخضر عليه السلام مات، وأنه لا وجود له، وأن أية دعوى للإجماع ينقلها أي عالم في الدنيا على أن الخضر حي هي دعوى بلا دليل، ونحن رأينا كما يقول العلماء وفي مقدمتهم شيخ الإسلام ابن تيمية من المتأخرين، ومن المتقدمين الإمام أحمد بن حنبل قال: (من ادعى الإجماع فقد كذب، وما يدريه لعل الناس اختلفوا) .

أي: من ادعى الإجماع برسمهم الموجود في أصول الفقه من أنه لا يتخلف عن هذا الإجماع عالم مجتهد من أمة محمد صلى الله عليه وسلم، وما يدريك؟ وهل تعلم جميع المجتهدين في الكرة الأرضية حتى تقول: هذا أمر مجمع عليه؟ لذلك صار الإجماع المنقول في كتب الفقه هو عدم المعرفة بالمخالف فقط لا أنه الإجماع المعروف في الأصول.

هذا هو الإجماع الذي يذكره العلماء، فإذا قيل: وهذه المسألة قال العلماء فيها كذا بالإجماع، لا تتصور أنه أجمع كل إنسان في الدنيا، لا بل المراد: لا نعلم مخالفاً لهذا القول فيذكره إجماعاً على سبيل التسامح والتجاوز.

فدعوى إجماع العلماء أو إجماع الأمة على أن الخضر عليه السلام موجود كما نرى ذلك في الكتب هي دعوى بلا دليل.

لكن المكابر لا يسلم بالحق ولو شهدت عليه أعضاؤه، والسعيد من اتعظ بغيره، والمنصف يكفيه أقل من هذا.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015