بالإضافة إلى الضرب، وكان تعليم المذهب الأنجليكاني إجبارياً في جميع المدارس. وفي وستمنستر كانت الدراسة تبدأ في السابعة وتنتهي في السادسة، مع فترات فيها شيء من الشفقة: لطعام الإفطار في الثامنة، ولسنة من النوم والخلوة بعد الظهر. وكان الآباء يصرون على أن تنهض المدرسة على أكمل وجه، بإحدى مهامها الرئيسية، ألا وهي تخليصهم من أبنائهم.
وظلت أكسفورد ودمبردج تحتكران التعليم الجامعي. وكانتا قد فقدتا هيبتهما والثقة بهما في أثناء الإصلاح الديني وما اقترن به من هياج وشغب، كما انصرف عنهما آلاف الطلاب، ولكنهما كانتا تستردان مكانتهما، وفي 1586 كانت كل جامعة منهما تضم نحو 1500 طالب. وفي جامعة كمبردج تبرع سير والتر ميلدماي Mildmay بكلية عمانويل في 1584، وأسست فرانسس، كونتيسة سسكس وعمة فيليب سدني، كلية سيدني سسكس في 1588. وفي أكسفورد أسست كلية يسوع بأموال حكومية وغير حكومية 1571، وأضيفت كليتا واهام (1610) وبمبروك (1624) في عهد جيمس الأول. وشرفت كمبردج في 1564 بزيارة الملكة التي استمعت في وقار وتواضع إلى خطاب رسمي باللاتينية في مدحها، وفي كلية ترنتي ردت باليونانية على خطاب باليونانية، وفي الطرقات تبادلت الحديث مع الطلبة باللاتينية، وفي نهاية الزيارة وجهت خطاباً باللاتينية أعربت فيه عن أملها في أن تفعل شيئاً من أجل التعليم. وبعد ذلك بعامين زارت أكسفورد مبتهجة مفاخرة بقاعاتها وملاعبها، وعند مغادرتها الجامعة صاحت في حماس: "وداعاً رعاياي الأفاضل، وداعاً أبنائي الطلبة الأعزاء، وفقكم الله في دراستكم (19) ". لقد عرفت كيف تكون ملكة.
ونافست نساء إنجليزيات أخريات إليزابث في مجال العلم والمعرفة. فاشتهر بنات سير أنطوني كوك بعلمهن. واتخذت ماري سدني كونتيسة بمبورك من بيتها، في ولتن منتدى للشعراء ورجال السياسة والفنانين الذين تبينوا فيها عقلاً ناضجاً يمكنها من تقدير أحسن ما يملكون أو يقدمون. وتلقى مثل هؤلاء السيدات معظم تعليمهن