خدمتها. منهم سير نيقولا بيكون-والد فرنسيس بيكون- وكان حامل الخاتم الملكي منذ بداية حكم إليزابث حتى وفاته 1579. وسير فرانسيس نولليس Knollys الذي كان عضواً في مجلس شورى الملكة منذ 1558، ورئيساً للخاصة الملكية حتى وفاته (1596)، كما كان سير نيقولا ثروكمورتون Throckmorton سفيرها البارع في فرنسا، وتوماس رندولف سفيرها في إسكتلندة وروسيا وألمانيا، وكان في المرتبة الثانية، بعد سيسل، من حيث الإخلاص والدهاء، وسير فرنسيس ولسنهام الذي تولى منصب الوزارة من 1573 حتى وافته المنية (1590)، وكان رجلاً دمثاً مرهف الحس، قال عنه سبنسر "إنه ماسيناس (?) العظيم في عصره"، روعته المؤامرات المتكررة على حياة الملكة حتى أنه أقام لحمايتها شبكة من الجواسيس، امتدت من أدنبرة إلى القسطنطينية، وأوقعت في شراكها ملكة إسكتلندة المنكوبة الحظ. وقلما حظي حاكم بمعاونين على مثل هذا القدر من الكفاية والقدرة والولاء، مع هذا القدر من الرواتب الضئيلة التي كانوا يتقاضونها.
وكانت الحكومة الإنجليزية نفسها فقيرة. وزادت الثروات الخاصة على الاعتمادات العامة. وبلغ مجموع الدخل 500. 000 (10) جنيه في 1600، وهو ما يعادل المبلغ التافه 25 مليون دولار. وقلما فرضت إليزابث ضرائب مباشرة، ولم تحصل من الرسوم الجمركية إلا على 36. 000 جنيه، واعتمدت عادة على دخل ممتلكات التاج، وعلى منح من الكنيسة الإنجليزية، وعلى قروض من الأغنياء، كانت من الوجهة العملية إجبارية، ولكنها كانت تسدد بانتظام (11). وأقرت الديون التي خلفها أبوها وأخوها وأختها، وتمتعت بسمعة طيبة في الوفاء بالدين إلى حد أنها استطاعت أن تحصل على القروض من أنتورب بفائدة قدرها 5% على حين أن فيليب الثاني ملك أسبانيا لم يستطع في بعض الأحيان أن يقترض قط، وكانت الملكة مسرفة، على أية حال، في الإنفاق على ملابسها وحليها، وفي المزايا الاقتصادية التي تغدقها على ذوي الخطوة لديها.