وفي خريف 1537 خرج لويولا وفاقر ولاينيز من البندقية قاصدين روما ليلتمسوا موافقة البابا على خططهم. وقطعوا الطريق كله سيراً، يستجدون طعامهم ويعيشون أكثر الوقت على الخبز والماء. ولكنهم كانوا يترنمون بالمزامير في سعادة وهم ماضون في رحلتهم، وكأنهم عليمون بأن فئتهم هذه الصغيرة ستنبثق منها منظمة قوية رائعة.
فلما بلغوا روما لم يلتمسوا المثول بين يدي البابا من فورهم، لأن بولس الثالث كان غارقاً في الدبلوماسية الحرجة. لذلك تطوعوا بالخدمة في المستشفى الأسباني، عنوا بالمرضى، وعلموا الصغار. وفي مطلع عام 1538 استقبلهم بولس، وأثرت فيه رغبتهم في الذهاب إلى فلسطين والعيش فيها رهباناً مثاليين. وأسهو هو وبعض الكرادلة بمبلغ 210 كراونا (5 - 250 دولاراً؟) في نفقات رحلة الفرقة. ولما اضطر النساك إلى التخلي عن الفكرة لاستحالة تنفيذها ردوا المال إلى واهبيه (36). واستدعي من ظل من الأعضاء في الشمال إلى روما، فبلغ عدد الجماعة الآن أحد عشر عضواً، وعين البابا بولس فافر ولاينيز أستاذين في السابينزا (جامعة روما)، في حين انقطع إجناتيوس والباقون لأعمال البر والتعليم. ونظم لويولا بعثة خاصة لهدايا المومسات، وأسس بتبرعات مؤيديه "بيت مرثا" لاستقبال هؤلاء النسوة، وقد أثار عداء الكثيرين له في روما بمواعظه الحماسية التي هاجم فيها الخطايا الجنسية.
وأصبح من المرغوب فيه تحديد مبادئ الفرقة وقانونها نظراً إلى انضمام أعضاء جدد إليها. وأضيف نذر الطاعة إلى نذري العفة والفقر، واشترط طاعة "القائد" الذي يختارونه طاعة ليس فوقها إلا الطاعة للبابا فقط. ثم نذر رابع "بخدمة بابا روما باعتباره خليفة الله على الأرض، و"بالتنفيذ