خلال ثلاثين عاماً القصص والأخبار التي جلبها الرحالة وغيرهم من المسافرين، وقد ترجمها وعلق عليها، ثم نشرت في ثلاثة مجلدات (1550 - 59) بعد موته بثلاثة عشر عاماً. ويظهر التقدم الذي حققه الجغرافيون في عشر سنوات إذا قارنا بين الكرة الأرضية كما رسمت عام 1520، المحفوظة بالمتحف القومي الألماني في نورمبرج، والتي تبدو فيها جزر الهند الغربية دون أثر لقارة أمريكية، ثم تقفز هذه الجزر فوق محيط ضيق إلى آسيا، وبين ثلاث خرائط رسمها (1527 - 29) ديوجو ريبيرو، وقد ظهرت فيها شواطئ أوربا وأفريقيا وجنوب آسيا مرسومة بدقة عظيمة، والساحل الشرقي للأمريكتين من نيوفوندلند حتى مضايق ماجلان، والساحل الغربي من بيرو إلى المكسيك، ولعل "خريطة راموزيو" (البندقية 1534) البديعة للأمريكتين، المحفوظة بمكتبة نيويورك العامة، منقولة عن ريبيرو هذا. وفي نفس "المكتبة الأم" خريطة قديمة وخاطئة رسمها جرهادوس مركاتور (1538) أطلق فيها على أمريكا الشمالية والجنوبية اسمها هذا لأول مرة. (أما "خريطة نركاثور البارزة" فترجع إلى عام 1569). وأضاف بيتر أبيان (1524) إلى علم الجغرافيا بمحاولته إخضاع المسافات الجغرافية لمقاييس مضبوطة.
وقد ظهرت آثار هذه الارتيادات في كل منحى من مناحي الحياة الأوربية. فرحلات 1420 - 1560 زادت وجه الكرة المعروفة للبشر أربعة أضعاف تقريباً. وكان للجديد من الحيوان والنبات، والأحجار الكريمة والمعادن، والأطعمة والعقاقير، الفضل في إثراء نبات أوربا وحيوانها وجيولوجيتها وموائدها وعقاقيرها. وتساءل الناس كيف وجد ممثلو الأنواع الجديدة كلها مكاناً في فلك