قصه الحضاره (صفحة 9147)

ووضوحه بثبت للمقارنة بأي مؤلف تاريخي معاصر له باستثناء أعمال مكيافللي وجويتشارديني. ولو أخذ رأي أمته الفخورة لأنكرت هذين الاستثنائيين، فقد خلعت على باروس لقب "ليفي البرتغالي".

كانت اللغة القشتالية قد أصبحت اللغة الأدبية لأسبانيا. وعاشت اللهجات الجليقية والبلنسية والكتلونية والأندلسية في الحديث الدارج، وأصبحت اللهجة الجليقية اللغة البرتغالية، ولكن استخدام القشتالية لغة للدولة والكنيسة أيام فرديناند وإييزابيللا وكسيمينيس ارتفع بهذه اللهجة إلى مقام لا يضارع، ومنذ ذلك العهد إلى يومنا هذا كان رنينها القوى الأداة المعبرة عن أدب أسبانيا. وقد أبدى بعض كتاب هذا العصر ولعاً باللغة. فضرب أنطونيو دي جيفارا المثل في البحوث اللغوية والمحسنات البلاغية. وقد أعانت ترجمة اللورد بيرنرز لكتاب جيفارا "مزولة الأمراء" (1529) على صياغة ذلك التأنق اللفظي الذي يتسم به كتاب جون لابلي صلى الله عليه وسلمuphues واللعب السخيف بالألفاظ الذي نلحظه في كوميديات شكسبير الأولى.

وتغنى الأدب الأسباني بالدين والحب والحرب. وبلغ الولع بروايات الفروسية مبلغاً حمل مجلس النواب الأسباني في 1555 على أن يوصي بحظرها قانوناً، وقد صدر هذا المرسوم فعلاً في أمريكا الإسبانية، ولو أنه نفذ في أسبانيا لكان من الجائز أن نحرم من دون كخوته". ومن بين الروايات التي أبقى عليها الكاهن أثناء تنقيته لمكتبة "الفارس" رواية ألفها جورجي دي مونتيمايور تدعى عز وجلiana enamorata (1542) ، وهي تقليد لرواية "أركاديا" التي كتبها الشاعر الأسباني الإيطالي ساناتزارو (1504)، وقد قلدها هي الأخرى السر فليب سدني في قصة أركاديا (1590). ورواية موننيمايور النثرية الشعرية مثال من مئات الأمثلة على تغلغل النفوذ الإيطالي في الأدب الأسباني، وهنا أيضاً نرى المغلوب

طور بواسطة نورين ميديا © 2015