قصه الحضاره (صفحة 9095)

عامة إنه بعد صلح أوجزيورج (1555) حرم على الطلبة الألمان أن يختلفوا إلى المدارس التابعة لمذهب آخر غير الذي يدين به أمير المقاطعة (10).

هذا وقد أتيح للتعليم الجديد أن يحرز تقدماً هائلاً على يد يوهان شتروم حين أنشأ مدرسة ثانوية "جمنازيوم" في ستراسبورج (1538)، ونشر في ذلك العام نبذة كان لها نفوذ كبير عنوانها "في فتح مدارس الآداب بالطريقة الصحيحة". وكان ككثيرين غيره من زعماء الفكر في وسط أوربا قد تلقى علومه على يد "إخوان الحياة المشتركة". ثم قصد لوفان وباريس حيث التقى برابليه. ولعل رسالة جارجانتوا الشهيرة في التعليم صدى لتأثير الرجلين المتبادل. ومع أن شتروم في "التقوى المقترنة بالحكمة" الهدف الأول للتعليم، فإنه أكد تأكيداً متزايداً أهمية دراسة اليونانية واللاتينية وآدابهما، وقد انتقلت هذه العناية والدقة في تعليم الآداب القديمة إلى مدارس ألمانيا الثانوية التالية، فربت جيش العلماء والأدباء الذي غزا العالم القديم وقتله بحثاً وتنقيباً في القرن التاسع عشر.

أما مدارس إنجلترا قد قاست أكثر حتى من مدارس ألمانيا نتيجة للثورة الدينية. وذابت مدارس الكاتدرائيات والأديار والنقابات والأوقاف في لهيب الهجوم على رذائل الكنيسة وتراثها. وكان أكثر طلاب الجامعات يفدون إليها من هذه المدارس، فلما توقف هذا السيل لم تخرج أكسفورد سوى 173 من حملة بكالوريوس الآداب، وكمبردج سوى 191 في عام 1548، وفي عامي 1547 و1550 لم تخرج أكسفورد منهم أحداً. (11) وأحس هنري الثامن بالمشكلة، ولكن حاجاته إلى المال للحرب أو لزيجاته العديدة حددت من قدرته، فاكتفى بإنشاء كلية ترنتي بكمبردج (1546) وبتمويل كراس بمنح ملكية في اللاهوت، والعبرية واليونانية، والطب، والقانون. وفي هذه الفترات قامت الهيئات الخاصة الخيرية بإنشاء كلية كوربس كرستي، وكلية كرايست تشيرس، وكلية سانت جون، وكلية ترنتي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015